Adbox

 


وفا- بعد انتهاء حرب عام 1967 بنحو أسبوع انطلقت عربات محملة بمئات من جثث شهداء الجيش الأردني والعراقي، الذين ارتقوا خلال الحرب نحو الجزء الشرقي من المقبرة اليوسفية، فدفنوا في مقابر جماعية، ستصبح لاحقا موقعا إضافيا لدفن الشهداء والموتى.

نصب على مدخل هذه القطعة التي تقدر مساحتها بنحو أربعة دونمات صرح للشهداء الموجودين فيها، كما توجد شواهد للموتى، منها ما هو ظاهر، أو نزل في باطن الأرض بفعل السنين وعوامل الطبيعة.

وتقع المقبرة، شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي، ويعود تاريخها إلى العهد الأيوبي.

لكن رغم أضرحة الشهداء وشواهد القبور إلا أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس تنكر وجود القبور في هذا المكان.

تنفذ بلدية الاحتلال أعمال حفر وتجريف بالمقبرة منذ عدة سنوات، وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي، وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع صهيوني للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، ولتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.

وأثناء عمليات الحفر التي جرت يوم أمس الأحد ظهرت رفات وعظام عشرات من الشهداء والموتى المسلمين، وبعد أن هب المقدسيون لفض هذه الأعمال التي تقوم بها بلدية الاحتلال، وما تسمى بسلطة الطبيعة، أغلقت شرطة الاحتلال المكان.

توجه محامون أبرزهم المحامي حمزة أبو قطينة إلى محكمة الاحتلال العليا من أجل تعطيل الإجراءات التي تقوم بها بلدية الاحتلال في المقبرة، فانتزعوا قرارا بتعطيل أعمال الحفر لمدة عشرة أشهر، لكن سلطات الاحتلال وبلديتها في القدس تآمروا بعد هذه المدة في سبيل استمرار تنفيذ المشروع، حيث أمرت المحكمة الاسرائيلية باستمرار الأعمال هناك.

سيعيد هؤلاء المحامون محاولتهم بالتوجه للمحكمة الإسرائيلية مرة أخرى خلال هذه الأيام من اجل إظهار التضليل والكذب الذي مارسته بلدية الاحتلال أمام المحكمة بخصوص نفي وجود المقابر بالمكان وحجم وطبيعة الأعمال المنفذة.

وتعمل بلدية الاحتلال منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة، بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.

وخلال عام 2014 أقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على ضخ الاسمنت فوق أكثر من 20 قبرا في الجزء الشرقي منها، كما جرفت في شهر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي مدخلها وهدمت سورا مكونا من سلاسل صخرية واسمنت على نحو 100، بعد أسبوع من هدم درج سور المقبرة، في سياق تهويدي بحت بإنشاء "مسار الحديقة التوراتية" داخل المقبرة.

تصاعد عمليات تهويد المقابر العربية والإسلامية في القدس التي تقوم بها سلطات الاحتلال منذ العام الماضي، حيث جرفت آلياته أراضي في مقبرة مأمن الله الإسلامية غرب القدس بهدف إقامة متحف "التسامح"، وتواصلت اقتحامات المستوطنين لمقبرة باب الرحمة، وهدمت درج مدخل المقبرة اليوسفية.

"رغم أن هذا الموقع تاريخي، والمقبرة أرض وقفية لا يجوز تغيير واقعها، إلا أن الاحتلال يخالف القانون الدولي والمنظمات الدولية، لتكون المقبرة جزءا من تغيير واقع القدس، ثم رسم تاريخ جديد"، يقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب.

تعتبر المقبرة اليوسفية أو كما يطلق عليها المقدسيون "مقبرة باب الأسباط" وهي واحدة من أشهر المقابر الإسلامية والعربية التي يرقد تحت ثراها مقدسيون، ورفات شهداء من الجيشين الأردني والعراقي الذين يقدر عددهم بنحو 300 شهيد شاركوا في حرب 1967، لم يأمن حتى الأموات من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

أحدث أقدم