Adbox

 


بقلم: مصطفى بشارات

تبسيط الأشياء من أفضل الأمور لفهمها.

مناسبة ما ذكرت تعليق سمعته من أحد الأصدقاء وهو يطالع جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية المقامة على الطريق الرئيس نابلس-رام الله، يقفون خلف الدشم الاسمنتية في حالة استعداد وأياديهم على الزناد.

الصديق ، وهو كبير في السن عركته الحياة فنال نصيبه من الحكمة، قال معلقا " هذا حال اللص الخائف من عواقب فعلته".

رددت عليه وقتها " لكن هذا دليل جاهزية دولة يقظة ومستعدة لكل احتمال".

لم يتفق صديقي مع ردي وأكد " بل هو تعبير عن قلق وجودي ستبقى تعيشه إسرائيل طالما لم تنه احتلالها لشعب آخر وتتوقف عن اعتداءاتها على دول الجوار".

استذكرت هذا الحوار وأنا أتابع تعليق الاعلام العبري على حادثة استشهاد الشاب (صدام حسين عبد الوالي بني عودة) والذي أصيب فجر الثلاثاء الموافق 16/11/2021 على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي التي أطلقت عليه " رصاصة اخترقت كتفه الأيسر والقلب واستقرت فى رئته اليسرى".

هذا الاعتداء وقع خلال اقتحام تلك القوات لمدينة طوباس في شمال الضفة الغربية واعتقالها مواطنين اثنين من أبناء المدينة.

صحيفة هآرتس قالت إن الشاب صدام، ويبلغ من العمر 26 عاما وهو من بلدة طمون وكان معتقلا سابقا في السجون الاسرائيلية، " جرح في تموز الماضي في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، وكتب بعد هذه الاصابة منشوراً على الفسيبوك جاء فيه: ليس مهماً أن أموت ومتى، الأهم هو أن يبقى الوطن".

وتستمر كل أشكال العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وهي معروفة للجميع وبعض المؤسسات الحقوقية الدولية، إضافة للفلسطينيين، تعتبرها بمستوى " جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية" تستدعي محاكمة إسرائيل عليها، ومع ذلك لم توفر هذه الجرائم لا الأمن ولا الهدوء الذي يتذرع به كيان الاحتلال لتبرير ارتكابها.

كما يقولون " من فمك أدينك"، فالشاب صدام الذي لجأت قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى قتله أخيرا كان معتقلا سابقا في السجون الاسرائيلية، بل وأصيب سابقا برصاص هذه القوات، ومع ذلك لم يردعه كل ذلك عن مواصلة النضال، حاله كحال باقي أبناء شعبه، وكتب على الفيس ،ملخصا جوهر المشكلة " ليس مهماً أن أموت ومتى، الأهم هو أن يبقى الوطن".

على ضوء الاستخلاص البليغ الذي توصل إليه الشهيد صدام فإن " دورة العنف"، كما تطلق عليها إسرائيل، ستستمر طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية، وطالما بقيت حرية الوطن الفلسطيني سليبة.

الجموع الحاشدة التي أمت طمون لوداع الشهيد ومواراته الثرى، والهتافات الغاضبة على الجريمة الاسرائيلية التي أودت بحياته، أكدت على حقيقة واحدة مفادها أنه " لا أمن ولا سلام ولا استقرار، ليس في المنطقة فحسب، بل وفي العالم أجمع، دون إنهاء إسرائيل احتلالها وتمكين الفلسطينيين من تجسيد حقهم في تقرير المصير"، أما صدام الذي لن يغيب وكتب حضوره السرمدي بدمه، فسيبقى بنظر أهله وأبناء بلده وأصدقائه ومحبيه " شهيد الفجر" و " اسما مصدر فخر"، بينما سيواصل الاحتلال الاسرائيلي معركة لا طائل منها في " محاربة طواحين الهواء

أحدث أقدم