Adbox

 


كتب محمد بلاص:

بين ليلة وضحاها، استولت مجموعة من المستوطنين على نبع خلة خضر في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وأقاموا بركة تجميع مياه بقربها، في اعتداء جديد على أهالي ذلك التجمع الغوري.

وبحسب الناشط الحقوقي عارف دراغمة، فإن المستوطنين استولوا على نبع خلة خضر بالقرب من جسر أم اعشيش في الفارسية، وشرعوا بأعمال حفر وبناء في المكان، وسيطروا على منشآت المواطن رداد دراغمة القريبة من مكان النبع.

وأشار دراغمة إلى أن المستوطنين أقاموا بركة لتجميع المياه بالقرب من النبع، في اعتداء جديد يهدف إلى الاستيلاء على مياه الينابيع وتجميع مياه الأمطار في المنطقة وحرمان الفلسطيني من حقه في المياه.

ولفت إلى أن المستوطنين استولوا مطلع العام الجاري على نبع عين الحلوة في الأغوار الشمالية وقاموا بأعمال بناء وترميم في محيطه، ولاحقا أقاموا متنزها في المنطقة وحرموا الفلسطينيين من استغلال النبع الذي يعتبر مصدر المياه الرئيس لعشرات العائلات البدوية.

وأكد أن المستوطنين أصبحوا يستولون على أخصب المناطق الزراعية تحت تهديد السلاح وبأوامر من قبل جيش الاحتلال من خلال الإعلان عن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة.

وأضاف "يسعى الاحتلال ومستوطنوه إلى فرض سياسة نفور من قبل المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم تجنبا لمصادرة آلياتهم أو فرض الغرامات عليهم وصولاً إلى ترك الأرض واستفراد الاحتلال بها، فيما تتعمد سلطات الاحتلال إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية بالمزارعين المتمسكين بأرضهم، من خلال استهداف الجرارات الزراعية وصهاريج المياه والسيطرة على الينابيع والتي تعتبر بمثابة شريان الحياة بالنسبة للمزارعين".

وأوضح دراغمة، أن نبع خلة خضر يشكل أحد المصادر المائية المهمة بالنسبة لأهالي خربة الفارسية والتي دمرها الاحتلال إبان نكسة الرابع من حزيران العام 67 وشرد أهلها وسلب مياهها وتسبب بتصحير معظم أراضيها، وأحاطها بالعديد من المستوطنات التي سرقت مساحات واسعة من أراضيها، من أبرزها مستوطنات "ميخولا"، و"سلعيت"، و"روتم"، و"شدموت ميخولا"، عدا تدريبات يجريها جيش الاحتلال في أراضيها ومراعيها.

وأشار إلى أن الاحتلال هدم معظم منشآت تلك الخربة، فعادت العائلات المنكوبة وسكنت في أطرافها، وسط مخاوف من ترحيلها من جديد، في ظل وجود مخططات إسرائيلية تهدف إلى مسح الخربة من على وجه الأرض، وضم المستوطنات معاً لتصبح مستوطنة كبرى فوق أراضيها، ما يعني تقطيع أوصال الأغوار، والمزيد من التغول الاستيطاني.

ونوه إلى أن الأهالي وأصحاب الأراضي في الفارسية، يعانون من انعدام سبل الحياة والبنية التحتية، حيث يقف الاحتلال والظروف الطبيعية حائلا أمام تطوير المنطقة ودعم صمود أهلها.

ومضى: "كانت عشرات العائلات الفلسطينية تعيش في الفارسية قبل نكسة حزيران، وما زالت بعض العائلات تتمسك بوجودها في هذا المكان".

أحدث أقدم