Adbox



حديث القدس/ حملة الاعتداءات والتنكيل التي يمارسها قطعان المستوطنين ضد أبناء شعبنا وأراضيهم ومزروعاتهم والتي تأتي بدعم من قوات الاحتلال، بل وتشارك هذه القوات في عمليات القمع التي طالت أيضاً الصغار والكبار والنساء، هي جرائم حرب بكل معنى الكلمة، كما ان سلطات الاحتلال اعتمدت قطعان المستوطنين كذراع من أذرعها القمعية التي تستهدف البشر والشجر والحجر، والتي ستؤدي ان عاجلاً أم آجلاً الى تفجر الاوضاع في المنطقة وانعكاسها على العالم بأسره، ما لم يتم ردع الاحتلال ووضع حد لجرائم المستوطنين وقوات الاحتلال.

ومن الطبيعي ان يكون هدف هذه الجرائم ضد شعبنا هو ارغامهم في اطار سياسات الاحتلال على الرحيل عن أرض الآباء والأجداد للاستيلاء على المزيد من الاراضي وزيادة عدد المستوطنين ليصل الى مليون في غضون السنوات أو الأشهر القادمة، خاصة وان مصادرة الاراضي وضمها واقامة المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية قائم على قدم وساق في تحد واضح للقرارات الدولية خاصة قرارات مجلس الامن التي تحرم الاستيطان وتطالب بوقفه وتعتبره غير شرعي.

ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا، إلا انه سيفشل جميع هذه المخططات والسياسات ولن يرفع الراية البيضاء، وسيبقى صامداً فوق أرضه وسيواصل مسيرة النضال حتى احقاق كامل حقوقه الوطنية الثابتة المعترف بها دولياً، وستزيده هذه الجرائم والانتهاكات اصراراً على الثبات والصمود ومواجهة عمليات التنكيل وافشالها والتصدي لقطعان المستوطنين الذين لولا دعم قوات الاحتلال لهم لولوا الأدبار، كما حصل في الانتفاضات السابقة عندما هربوا من المستوطنات للداخل.

ولمواجهة هذه الجرائم التي تزايدت مؤخراً باعتراف العديد من اليهود بما في ذلك وزراء، فإن المطلوب من المجتمع الدولي التدخل العاجل والضغط على الاحتلال بدلاً من الوقوف متفرجاً ويكتفي ببيانات الشجب والاستنكار التي أصبح الاحتلال يتعايش معها.

كما المطلوب إعادة احياء وتعزيز لجان الحراسة في جميع القرى والبلدات والخرب وحتى المدن، للتصدي لقطعان المستوطنين ومنعهم من تنفيذ جرائمهم. وتقع ايضاً على السلطة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والاسلامي مسؤولية تعزيز صمود المواطنين فوق ارضهم من خلال الاستجابة السريعة لجميع مطالبهم، وعدم الاكتفاء بتقديم «النتف» التي لا تحقق الهدف المطلوب.


أحدث أقدم