Adbox

تصدى أهالي تجمع أم القبا البدوي في الأغوار الشمالية، أمس، لهجوم واسع شنه مستوطنون متطرفون ينتمون لمنظمة "شبيبة التلال" الاستيطانية، أسفر عنه إصابة واعتقال عدد من المواطنين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإصابة مستوطن بحجر في رأسه.

ووفق مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، فإن أكثر من 60 مستوطناً كانوا يستقلون نحو 20 مركبة شنوا هجوماً واسعاً على تجمع أم القبا الغوري.

وأضاف بشارات لـ"الأيام"، إن هؤلاء المستوطنين ممن كانوا في معظمهم من الشباب، اقتحموا التجمع البدوي، واعتدوا على رعاة المواشي، فتصدى لهم الأهالي حيث اندلع اشتباك بالأيدي والحجارة بين المستوطنين والمواطنين.

وأكد أن قوات الاحتلال تدخلت لصالح المستوطنين بعد أن أصيب أحدهم بحجر في رأسه خلال تصدي الأهالي للاعتداء الذي استهدف الرعاة وقطعان مواشيهم، فهاجمت المواطنين واعتدت عليهم بالضرب.

وأسفرت تلك المواجهات، عن إصابة مستوطن بحجر في الرأس وتم نقله بوساطة سيارة إسعاف تابعة لجيش الاحتلال، فيما أصيب المواطن محمد الكبير أحمد عليان عوض، بالرأس وتم اعتقاله، واعتقال المواطن أحمد حمد عليان عوض، ومهند محمد الصغير عوض، وإسماعيل حمد عليان عوض، ومحمد حمد عليان عوض.

وذكر بشارات، أن المستوطنين وجيش الاحتلال انتشروا في الجبال وقاموا بأعمال تفتيش عن باقي رعاة المواشي، مؤكداً أن الوضع يزداد خطورة في تلك المنطقة في ظل اعتداءات منظمة ينفذها المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال، مضيفاً: "إن أبناء شعبنا في الأغوار الآن وأكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى حماية من هذه العصابات المنظمة.

وأشار إلى أن المستوطنين صعدوا في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم على المواطنين ورعاة الأغنام في غالبية مناطق الأغوار الشمالية، بحماية جيش وشرطة الاحتلال.

وبين بشارات، أن مستوطنين من "فتيان التلال" ينفذون تلك الاعتداءات، وهم مجموعات استيطانية ينتمون إلى أحزاب يمينية يهودية متطرفة على أرض فلسطين المحتلة، ويحتشدون للاستيطان وتهويد الأرض.

وأضاف، إنه في الآونة الأخيرة تعددت مهام هؤلاء المستوطنين ممن هم غالباً من فئة الشباب في شن هجمات عدوانية خطيرة ضد المواطنين، وهذا ينسحب على مجموعات ما يسمى "تدفيع الثمن"، وهو كذلك ليس تنظيما بل ممارسات للكثير من المستوطنين من مختلف الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفي مرات كثيرة تشن هذه الاعتداءات مرة باسم "فتية الجبال"، ومرة باسم "تدفيع الثمن"، و"غالبا ما يشارك الكثير من هذه العناصر الإرهابية نفسها في مختلف الهجمات.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الاعتداءات التي ينفذها هؤلاء المستوطنون في كثير من محافظات الضفة الغربية.

وقال مواطن من جنين: "قبل أيام قدر رب العالمين لي ولصديقي أن ننجو من اعتداء مجموعه من المستوطنين كانوا يختبئون فوق تلة من تلال الضفة، حيث كان الوقت ليلا والشوارع شبه فارغة إلا من جنود الاحتلال المتواجدين على معظم مفارق الطرق، ويبدو أن تواجدهم كان لحماية هؤلاء المستوطنين المعتدين على كل ما هو فلسطيني، والحمد لله نجونا من هذا الاعتداء وخرجنا بأقل الخسائر المادية والجسدية".

وبحسب مراقبين، فإن "فتية التلال"، مصطلح عرفته فلسطين منذ عشرات السنين، حينما كان المستوطنون المسلحون بالقرار السياسي الإسرائيلي إلى جانب الأسلحة الأوتوماتيكية يحتلون المناطق الجبلية في الضفة الغربية لإقامة نقاط استيطان عشوائية تتحول لاحقا إلى مستوطنات ضخمة تشرعها منظومة القضاء التابعة لدولة الاحتلال.

وأجمعوا، على أن تحرك هذه المجموعات وعملها واعتداءاتها تظهر بأنها تحظى بدعم من قيادات دينية يهودية، ومن قبل سياسيين في دولة الاحتلال، فيما يثبت تواجد جيش الاحتلال في الأماكن التي تتم فيها الاعتداءات أن وجود الجنود ما هو إلا لحماية هذه الفئات المعتدية ولتسهيل عملها واعتداءاتها.

كتب: محمد بلاص

أحدث أقدم