Adbox

 


وفا- مع بزوغ الفجر تحمل الخمسينية مريم البحيصي أقفاص السمك لتعود إلى مكانها في سوق دير البلح وسط قطاع غزة، والذي اعتادت على البيع فيه منذ عدة سنوات حين احترفت مهنة بيع السمك، في تخطٍ للصور النمطية لطبيعة المهن التي يمكن ان تعمل بها النساء.

وقالت البحيصي، "لم يعد وجودي غريباً بالنسبة للمتسوقين. بدأت العمل منذ توفي زوجي، أنا مسؤولة عن خمس بنات، اثنتان منهم في الجامعة وثلاث بالمدرسة، منذ وفاة والدهم تحملت أعباء البيت بالكامل وبيع السمك هو مصدر رزقي".

وأضافت أن "الظروف التي نعيشها تدفع النساء ليكن قياديات في كافة ميادين الحياة. واجهت العديد من العقبات في بداية عملي كونه محتكراً على الرجال، لكنني كنت مصرّة على المواصلة وإزالة كل العقبات من طريقي وأولها أعراف المجتمع، فأنا أعمل وأكسب من جهدي".

بدورها، تعمل منى السحار من النصيرات وسط القطاع كمنسقة أفراح، وتنتقل من طاولة لأخرى لتجمّل الفرح مرتدية زيها الابيض والأسود، حاملة على عاتقها مساعدة أهلها بمصروف البيت.

وقالت "افتخر بعملي جداً، ورغم أن هذا العمل مقتصر على العنصر النسائي لكنني أواجه بعض التعليقات المزعجة، كما انني أعود إلى البيت في وقت متأخر والمجتمع غير معتاد على هذه المهنة".

وأكملت "الحصار والفقر الذي نعيشه بقطاع غزة دفع الناس لتقبل عمل المرأة بكافة المجلات".

ولم تتردد أمل صادق من العمل في مهنة النجارة. كانت بدايتها عندما حصلت على دورة تدريبية في إحدى مراكز تمكين المرأة، فأظهرت كافة قدراتها المهنية من أجل إعانة عائلتها وطفلتها بعد الانفصال عن زوجها".

تقول أمل: "لم أسمح لليأس أن يتمكن مني، ورغم أن مهنة النجارة مخصصة للرجال في مجتمعنا، لكنني بعزيمتي وإرادتي نجحت، وبدأت أنتج كافة القطع وبدرجة اتقان عالية".

من جانبها، وجدت الحاجة أم حسن (72 عاماً) من خان يونس جنوب القطاع، نفسها مجبرة على العمل خادمة في المنازل لتوفير لقمة العيش لأسرتها.

وقالت "بدأت العمل في المنازل منذ وفاة زوجي قبل عشر سنوات وفقدت أحد أبنائي خلال العدوان على غزة، بينما أصيب اثنان اصابات تسببت لهما بإعاقة دائمة، فوجدت نفسي مجبرة على العمل ولم أجد عملا سوى العمل في المنازل".

ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن نسبة البطالة لدى الإناث في قطاع غزة وصلت خلال العام 2020 إلى 63.6% من مجموع الإناث القادرات على العمل.

أحدث أقدم