Adbox

 

وفا- قبل أن يسوي الانفجار "الهائل" المنزل بالأرض، كان والد ووالدة الأسير يحي مرعي، يقفان قبالة منزلهما الذي تطاير فجأة وتحول إلى ركام وسط غيمة من غبار وحسرة عارمة، وتهليلات "الله أكبر"، وهتافات وطنية أطلقتها حناجر العشرات من المحتشدين من أهالي بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، الذين أفرغوا غضبهم برشق آليات الهدم وبلدوزرات الاحتلال بكل ما طالت أيديهم من حجارة وزجاجات فارغة واجهها الجنود بالرصاص والقنابل الصوتية والغازية السامة.

إنها "ذكريات 30 عاما اندثرت في المكان.. ذكريات جميلة تحولت إلى شعور بالقهر والمرارة، غير أنها أجّجت في نفوسنا مزيدا من حب الوطن والصمود والاعتزاز بمناضلينا ونضالاتنا وأرضنا"، قال محمد مرعي صاحب المنزل.

وأضاف لـ "وفا": البيت مكون من ثلاثة طوابق بمساحة 400 متر، يسكن الطابق الأول منه والدي الذي يبلغ من العمر (87 عاماً)، ونسكن نحن العائلة المكونة من 10 أنفار وأصغرنا طفل بعمر 9 سنوات، في باقي المنزل".

وأشار مرعي، الى أن قوات الاحتلال أمهلتهم 5 دقائق فقط لإخلاء المنزل، وهي دقائق لا تكفي لإلقاء "نظرة الوداع" الأخيرة عليه، بحسب مرعي الذي قال "خرجنا نحن وبقيت ذكرياتنا معلقة على جدران المنزل".

من جانبه، قال سميح عاصي والد الأسير يوسف عاصي، الذي طالت عملية الهدم في قراوة بني حسان منزله أيضا، ان هدم منزل عائلته لن يثنيها عن الدفاع عن أراضيها وممتلكاتها، وأنها ستعيد بناءه مرة أخرى ومهما كلفهم ذلك من ثمن.

وأوضح عاصي لـ"وفا": أن قوات الاحتلال سلمت عائلته إخطارا بإخلاء المنزل تمهيداً لهدمه قبل حوالي شهر، وأمهلتها مدة 7 أيام فقط، بينما كان يقبع في سجون الاحتلال.

وأضاف: يوم أمس تفاجأنا بوجود أعداد كبيرة من الجنود حول المنزل دون سابق إنذار، وقاموا بطردنا من المنزل وبدأت قواتهم بالتحضير للهدم، وبحلول الساعة الثانية فجراً، بدأت جرافات الاحتلال بهدم المنزل المكون من طابقين على مساحة 120 مترا.

وقال عاصي: هذا منزل العائلة، وكل فرد منا (8 أفراد) لديه ذكرى خاصة فيه، قبل أن يحول الاحتلال كل هذه الذكريات إلى مأساة لن ننساها ما حيينا.

بدوره، اعتبر محافظ سلفيت عبد الله كميل: أن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال من هدم لمنزل عائلة الأسير يوسف عاصي، وتفجير منزل عائلة الأسير يحيى مرعي من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت صباح اليوم، جريمة ضد الإنسانية وعقوبة جماعية تتناقض مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، تضاف إلى سجل الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا.

ووجه المحافظ كميل دعوة لأبناء شعبنا الفلسطيني للتكافل والتضامن من أجل إعادة بناء البيوت بالسرعة الممكنة، لتجنب تشريد ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ.

وحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير ضد شعبنا الأعزل، الذي لا يملك إلا إرادته الصلبة التي لا يمكن للاحتلال كسرها، وبصموده وثباته على أرضه ستفشل جميع المؤامرات، مطالباً المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية تحمل مسؤولياتها، والتدخل الفوري لوقف جرائم الاحتلال.

وأكد كميل أن الرئيس محمود عباس يتابع عن كثب كل ما يجري في المحافظة من انتهاكات وجرائم احتلال يومية، ويواصل اتصالاته مع مختلف الأطراف ذات العلاقة لوقف هذه الممارسات ضد شعبنا.

أحدث أقدم