Adbox

 

وفا- فيما كانت "انياب" جرافات وبلدوزرات الاحتلال تحرث الأرض وتجتث عشرات أشجار الزيتون في "خلة سلامة" من أراضي "الطيبة" التابعة لبلدة ترقوميا غرب الخليل، واصل المستوطنون من جانبهم عمليات التخريب وهدم المساكن وبيوت الصفيح والطين، واقتلاع الاشجار في اراضي "جبل الهردش" في ذات المنطقة، حيث تقع مستوطنتي "أدورا" و"تيلم"، وهما مستوطنتان من عشرات المستوطنات في المحافظة والتي يتصف مستوطنيها بغلاة التطرف والعنصرية.

استيطان ومستوطنات تتمدد على طول المحافظة وعرضها كسرطان مستشرٍ.. منها: "شمعون، وأصفر" في سعير والشيوخ، و"بني حيفر" في بني نعيم، و"كرمئيل، وسوسيا، ومتساد يهودا، وماعون" في يطا، و"عتنئيل، وشاني لفنا" في السموع، و"شمعة، واشتموع، وطنا عمريم" في الظاهرية، و"اشكيلوت، وسنسانا A  وسنسانا B" قرب الرماضين جنوب الظاهرية، و"نحال نجهوت، وجفعات هبوستان" في دورا، و"كرمي تسور" بين حلحول وبيت أمر شمال الخليل و"تيلم، وادورا" في ترقوميا.. وغيرها من البؤر والمستوطنات التي أقيمت في قلب مدينة الخليل ومركزها وعلى أطرافها، ومنها: "كريات أربع" و"خارصينا" و"منوح" و"حجاي" و"رمات يشاي" و"الدبويا/ بيت هداسا" و"بيت رومانو" التي أقيمت على حساب مدرسة أسامة بن المنقذ، و"ابرهام افينو" المقامة في سوق الخضار، و"تل جعبرة" و"جفعات هئفوت" و"جفعات جال".

وفي سياق العمليات الاستيطانية الآخذة بالتمدد على حساب أراضي المواطنين وممتلكاتهم، يجهد المستوطنون في مستوطنتي "تيلم" و"ادورا" المقامتين على أراضي شرق ترقوميا، وبمساندة قوات الاحتلال، في ضم والاستيلاء على مساحات إضافية من أراضي وحقول المواطنين المزروعة بالكرمة واشجار الزيتون.

اليوم، جرفت قوات الاحتلال أراضي مزروعة بأشجار الزيتون في منطقة خلة سلامة، شرق ترقوميا شمال غرب الخليل، طالت أكثر من 12 دونما واقتلعت عشرات أشجار الزيتون بعمر خمس سنوات فيما يعرف بـ"خلة سلامة"، بالتزامن مع عمليات التخريب والهدم والاقتلاع في "جبل الهردش" المجاور.

ويعتبر "جبل الهردش" أحد مطامع المستوطنين، ويندرج ضمن خطة حكومة الاحتلال والمنظمات الاستيطانية التي تسعى لترحيل المزارعين لوضع اليد بالقوة على اراضيهم.

وقال وزير هيئة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن "جبل الهردش" يعتبر إحدى المناطق المطلة والخصبة التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها بالقوة، ضمن خطة استيطانية تهدف الى ربط مستوطنتي "ادورا" و"تيلم" وخلق تواصل جغرافي بينهما.

وتعود ملكية "جبل الهردش" لعدد من عائلات ترقوميا القاطنين منذ عشرات السنوات في عرش، وبيوت من طين وصفيح، على تلة تعرف بمنطقة "الطيبة"، تمتاز بارتفاعها المطل على الساحل الفلسطيني، وهي منطقة سبق وأن رسم أصحاب الأراضي والمواطنين فيها بطولات وملاحم نضالية حقيقية من اجل الدفاع عنها منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.

وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، أن توجه شرعنة البؤر الاستيطانية، كما هو الحال في "ادورا وتيلم"، يعد خرقا فاضحا للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2334.

وقال شعبان: إن سياسة الاستيطان الإسرائيلية القائمة على نهب الأراضي الفلسطينية، سواء بناء المستوطنات أو توسيعها أو الاستيلاء على الأراضي أو تهجير الفلسطينيين سياسة لا شرعية وخطوة احادية تمثل انتهاكا للقانون الدولي وتقويضا لأسس السلام وجهود حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتحقيق السلام الشامل والعادل وفرص حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية.

وأشار الى ان هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تعمل بالشراكة مع كافة المؤسسات التي لها علاقة بتقديم الدعم وتعزيز الصمود من مياه وكهرباء، واعمار الارض، وحفر الآبار لتشمل الاراضي المستهدفة في "جبل الهردش" ومنطقة "الطيبة" بشكل عام، موضحا بأن هناك ملفا قانونيا متكاملا اعدته الهيئة لرفعه للمحكمة العليا الاسرائيلية والمؤسسات الدولية والحقوقية لوقف شبح الاستيطان المتغول في هذه المنطقة.

وكانت مجموعة من المستوطنين أقدمت في وقت سابق على اقتلاع 45 شجرة زيتون، و11 شجرة عنب، و10 اشجار لوزيات، فيما اقدمت قوات الاحتلال قبل أسابيع، على هدم تسعة عرش في جبل الهردش الذي ستهدفه الاحتلال ضمن مخططها الرامي لترحيل المواطنين، فيما هدمت 14 مسكنا في هذه المنطقة قبل نحو شهرين، وسلمت اخطارات للمزارعين يقضي بمنع العمل واستغلال هذه الاراضي.

واكد عضو لجنة الدفاع عن الاراضي سليمان جعافرة، ان هناك خطة وسياسة ممنهجة تدعمها حكومة الاحتلال للسيطرة على هذه المنطقة لخلق واقع استيطاني جديد وربط مستوطنتي "ادورا وتيلم" ببعضهما على حساب اراضي بلدة ترقوميا.

 ويضيف جعافرة الذي يقيم في ارضه على بعد عشرات الامتار من مستوطنة "ادورا" ان "الطيبة طيبة بهوائها ومعطاءة بأرضها"، حيث تتميز بكروم العنب التي تتربع على تلتها وجبلها المطل، وان هذه الاراضي التي يملكونها وتوارثوها عن اجدادهم بأوراق ثبوتية وقانونية لن يغادروها مهما كلفهم الأمر، وسيتصدون للاحتلال ومخططاته الاستيطانية التي تهدف للاستيلاء على 800 دونم من هذه الأراضي.

وأوضح جعافرة ان عائلته والعائلات التي تقيم في هذه العرش والمساكن المحاذية لمستوطنة "ادورا" التي اقيمت عنوة في العام 1982، يتعرضون بشكل متواصل لاعتداءات المستوطنين المتمثلة بإلقاء الحجارة عليهم ومحاولات هدم مساكنهم، واقتلاع الاشجار او حرقها بالمبيدات الكيماوية، حيث أعدموا مئات الاشجار منذ مطلع العام الحالي، اضافة الى الاعتداءات الجسدية واللفظية التي تتعرض لها العديد من العائلات، منها: الذباينة: والمرقطن، وطنينه.

بدوره قال عبد المنعم فطافطة، احد المزارعين وناشط في لجنة الدفاع عن الاراضي، ان "جبل الهردش" ومنطقة "الطيبة" يعتبران احد مطامع الاحتلال الاسرائيلي، حيث تم اخطار المزارعين في العام 2014 لمنعهم من استغلال اراضيهم وزراعتها، او العمل على اعمارها تمهيدا لضمها للمستوطنات القريبة، وتواصلت هذه الاخطارات التي كان آخرها قبل نحو شهرين يقضي بعدم استغلال هذه الاراضي او التواجد فيها، فيما قامت جرافات الاحتلال بهدم نحو 14 مسكنا من الصفيح والطين، تمهيدا لتنفيذ قرار الضم الذي تدعمه المنظمات الاستيطانية، ومجموعة فتية التلال وغيرها من المنظمات الاستيطانية المتطرفة.

"لن نغادر ارضنا، سنستشهد عليها ولن نرحل عنها" هذا ما قاله فطافطة الذي دعا المزارعين والمواطنين للتواجد بشكل مكثف في هذه الاراضي التي تعتبر متنفسا لأهالي بلدة ترقوميا وغيرها، موضحا أن لجنة الدفاع عن الاراضي ستعمل على انارة المنطقة بالطاقة الشمسية، تمهيدا لربطها بشبكة الكهرباء.

ويستذكر المزارع علي فطافطة، اللحظات التي انهال فيها الاحتلال على نجله حسام في مشهد اجرامي، بالضرب، ما ادى الى اصابته بجروح وكسور متفرقة في جسده تركزت في جمجمته، حيث لا يزال يخضع للعلاج في وضع صحي صعب. ويؤكد ان هذه الارض ستبقى فلسطينية، وان عائلته لن ترحل عنها مهما كلفها الثمن، آملا بمزيد من الدعم وتقديم المشاريع الحيوية للمزارعين لتعزيز صمودهم، ودحر الاحتلال والمستوطنين الطامعين فيها.

رئيس بلدية ترقوميا عادل اغريب، ابدى استعداد البلدية لتقديم العون، ومساندة المواطنين والمزارعين في منطقة الطيبة، وتواصل مع كافة المؤسسات بالتعاون مع لجنة الدفاع عن اراضي بلدة ترقوميا، لتعزيز صمود المواطنين، ووقف سياسة الاستيطان العنصرية.

أحدث أقدم