Adbox

 


يحيي أهالي قرية قبية (19 كم شمال غرب رام الله) الذكرى الـ 69 للمذبحة التي نفذتها العصابات الصهيونية في القرية، وأسفرت عن استشهاد 67 مواطنا وإصابة العشرات، إضافة لقصف ونسف عشرات المنازل.

بدأت المذبحة التي وصفت آنذاك بأنها "دير ياسين جديدة" مساء 14 تشرين أول/ أكتوبر 1953، واستمرت إلى نهار اليوم التالي، وجرى فيها تدمير 56 منزلا ومسجد القرية ومدرستها وخزان المياه.

ففي مساء ذلك اليوم، حاصر أفراد كتيبة تابعة للاحتلال الإسرائيلي مواطنين يعملان كـ"نواطير زيتون"، فأعدموا أحدهما بعد أن قيدوه في جذع شجرة زيتون، فيما أصيب الثاني بجروح خلال هروبه وتحذيره أهالي القرية، حسب شهادات متطابقة من أهالي قبية.

والمواطنان هما: الشهيد مصطفى محمد حسان وكان أول شهداء القرية، وأحمد مصطفى عبد الرحيم بـ "البدوي"، الذي توفي عام 2017.

وكانا حسان والبدوي يعملان في حراسة زيتون القرية البعيد، في كروم بركة رأس مرعي، ذلك الشجر الذي ما زال حتى يومنا شاهدا على المجزرة، قال رئيس مجلس قروي قبية فايز الأجرب لـ"وفا".

 

وبينما كان أهالي القرية يستعدون لقطف ثمار الزيتون، وصلهم خبر اقتحام القرية من "البدوي"، وكان أول من وصله الخبر منزل الحاج طه غيظان القريب من المسجد آنذاك، قال ابنه حامد طه غيظان (74 عاما) لـ"وفا".

"منزل والدي كان الأقرب إلى نواطير الزيتون، فمن الأهالي من أدرك الخبر وتمكن من الفرار وتحصين نفسه، ومنهم لم يتمكن"، أضاف غيظان.

و"قرابة الساعة الثالثة من فجر ذلك اليوم نفذ العدو هجومه، بعد أن زرع الألغام تحت المنازل وفجرها، ودك عددا آخر من المنازل بالقذائف على رؤوس قاطنيها، وسط صراخ الأطفال والنساء"، تابع غيظان.

الإعلامي سامي عبسي، أحد سكان القرية، قال "لعل أكثر قصص المذبحة التي لم تمحَ من ذاكرة أهلها، مشهد امرأة وهي تجلس فوق كومة من الأنقاض، وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة، وكان جثمان زوجها ممزقا من كثرة الطلقات النارية، وملقى على الطريق المواجهة لها".

رئيس المجلس قال إنه في مثل هذه الأيام من موسم الزيتون كل عام، يستذكر الأهالي الشهداء الذين ارتقوا في المذبحة، ويحيي سكان القرية وطلبة المدارس هذه الذكرى الأليمة تخليدا لهم.

وأضاف أن القرية كانت ذلك الحين تتبع لمدينتي اللد والرملة، كما استقبلت لاجئين هجروا خلال عام 1948، وكانوا يعودون إلى بيوتهم المحتلة بين حين وآخر، وهو ما اعتبره الاحتلال مصدر إزعاج له.

وأضاف أن كتيبة الاحتلال في ذلك اليوم عزلت قرى نعلين وشقبا ورنتيس عن القرية لمنع سكانها من الهروب، فيما استخدمت مختلف الأسلحة المتوفرة لتنفيذ المجزرة التي استمرت 5 ساعات.

ويبلغ عدد سكان قبية اليوم نحو 6200 نسمة، فيما تبلغ مساحتها 5.131 دونما، وتشتهر بزراعة الزيتون والقمح، ويقتطع جدار الفصل العنصري أجزاء من أراضيها.

أحدث أقدم