Adbox

 

وفا- على بوابة مستوطنة "بيتار عيليت" الجاثمة على أراضي المواطنين في قرية حوسان غرب بيت لحم، ينتظر الستيني مشهور حمامرة الحصول على بطاقة هويته التي احتجزها "حارس المستوطنة" لأخذ بياناته للسماح له بالدخول إلى أرضه الزراعية.

انطلق حمامرة إلى أرضه داخل حدود المستوطنة، يتفقد أشجار الزيتون وبعض النباتات التي زرعها مؤخرا بداية الموسم الشتوي؛ كالزهرة، والسبانخ، والخس، والتي بدت ذابلة بعد غيابه القسري عن أرضه لأيام بسبب إغلاق الاحتلال مداخل القرية بشكل كامل، وإغلاق البوابة الاستيطانية في وجه أصحاب الأرض.

يقول: إن مستوطنة "بيتار عيليت" استولت على أكثر من 500 دونم زراعي لأهالي القرية، وهي بالأساس جاثمة على أراضي المواطنين، وابتلعت ثلثي مساحة حوسان التي تقدر بـ6 آلاف دونم، والمساحة الإجمالية التي تبقت منها 3 آلاف دونم نصف هذه المساحة تصنف ضمن المناطق "ج" يمنع الاحتلال التوسع العمراني فيها او إقامة منشآت زراعية أو صناعية، ما يضيق الخناق على الناس.

ويضيف حمامرة، أن معاناتهم كمزارعين بدأت منذ أكثر من أربعين عاما، حينما بدأ السرطان الاستيطاني يبتلع أراضي المواطنين، خاصة أن هذه المنطقة يوجد فيها "طابو تركي" يتحدث فيها عن مساحة إجمالية مسجلة باسم شخص أو شخصين، وكان الناس قديما لا يسجلون مساحة الأرض الحقيقية في "الطابو" خوفا من الضرائب التي تفرضها الدولة العثمانية آنذاك، فكان من يمتلك خمسة آلاف دونم يسجل ألفا فقط، ما سهل على الاحتلال نهب الأرض والاستيلاء عليها.

ويبين أن منطقتي وادي قديس والكنيسة الواقعة داخل المستوطنة؛ تحتوي على 12 ينبوع ماء وهي أراض زراعية تعتاش منها حوالي 50 عائلة من الزيتون والعنب والبستنة، وأن المردود المادي قليل لكن هناك اكتفاء ذاتي، والأهم من ذلك التواجد المستمر في الأرض مع أولاده وأحفاده.

"لم أفكر نهائيا بحجم المردود المادي العائد من الأرض، بل همي وجودي بالأرض وهي معمرة خضراء تنتج وتثمر، فهذا وحده يمنع الاحتلال من الاستيلاء عليها"، يقول حمامرة.

ويضيف "في كل غرسة أغرسها بوجود أبنائي وأحفادي، أغرس حب الأرض في نفوسهم، لأبين لهم أهمية الحفاظ عليها وحمايتها من خلال وجودهم المستمر فيها".

ويشير إلى أن أرضه الواقعة في وادي قديس تبلغ مساحتها قرابة 20 دونما، يعتني بها بأساليب الزراعة البدائية التي تقوم على مبدأ الأحواض، ويتم ريها من خلال فتح القنوات المؤدية لها.

ويقول حمامرة: إنه حاول اتباع أساليب الزراعة الحديثة، لكن المستوطنين كانوا يقومون بسرقة المعدات الزراعية أو اتلافها، وبذلك يتكبد خسائر كبيرة، مبينا أنه قبل شهر حرق المستوطنون الأشجار مرتين ولحسن الحظ كان الأهالي يتواجدون في الأرض وسارعوا في إخماد النيران على الفور.

ويضيف: "خلال أيام الحصار على حوسان كان قلبي مشغولا على الأرض، فالنباتات الصغيرة بحاجة للعناية كالطفل الصغير، وحينما سمحوا لنا بالدخول للأرض بعد أيام من المنع وجدتُ نباتاتي ذابلة من قلة المياه".

ولا يختلف الوضع عند جاره الستيني عدلي حمامرة، الذي قال لـ"وفا"، "نحن كأصحاب أراضٍ نعاني من اعتداءات المستوطنين، ومنعهم لنا من دخول أراضينا عبر البوابة الاستيطانية".

ويضيف "هذه الأرض جنة الله على الأرض، تستحق الاهتمام والاعتناء"، مناشدا كل جهات الاختصاص بضرورة تقديم الدعم اللازم للمزارعين في مثل هكذا مناطق، وضرورة تواجد أصحاب الأراضي فيها وإعمارها لحمايتها والحفاظ عليها من مطامع الاحتلال.

بدوره، يقول مدير مجلس قروي حوسان رامي حمامرة، إن اعتداءات الاحتلال زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة من الاستيلاء على الأراضي وممارسات قمعية بحق المواطنين ووضع حواجز عسكرية، وشل حركة المواطنين من خلال إغلاق كافة المداخل، واقتحام أزقة القرية في وضح النهار، واعتلاء أسطح المنازل، وإطلاق النار لإرهاب المواطنين وتفتيش المنازل وتخريب محتوياتها.

ويضيف، إن الانتهاكات امتدت لتشمل الوضع الاقتصادي، حيث تم منع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم داخل أراضي الـ48، وعددهم 1500 عامل.

 

ويوضح أن الهدف من كل الإجراءات القمعية هي تركيع المواطن من أجل ترك أرضه، خاصة أن المساحة الإجمالية التي تبقت من حوسان نحو 3 آلاف دونم، وتصنف ضمن مناطق (ج).

أحدث أقدم