أدان
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" بشدة اللقاءات التي عقدت في أبو ظبي
تحضيرا لقمة أخرى على شاكلة قمة النقب السالفة وأكد رفضه القاطع للقمة الجديدة
المنوي عقدها في المغرب نهاية شهر آذار القادم كما تروج لذلك وزارة الخارجية في
كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وقال
"فدا" إن الدول العربية التي حضرت اللقاءات التحضيرية المشار إليها تفعل
كمن يجري عكس اتجاه الرياح أو من يعمل ضد مصالحه، مضيفا أنه كان حري بهذه الدول
الشقيقة الانحياز لصالح القضية الفلسطينية التي يفترض أنها لا تزال تشكل القضية
المركزية للأمة العربية كما جرى التأكيد مجددا على ذلك في قمة لم الشمل العربي في
الجزائر.
وتابع
أن الالتقاء مع ممثلي كيان الاحتلال خاصة في هذه الحكومة التي تضم أكثر القيادات
الاسرائيلية ارهابا وعنصرية في تاريخ إسرائيل يمثل مكافأة لتلك الحكومة العنصرية
والاستعمارية والتوسعية وتشجيعا لها للمضي في سياساتها وإجراءاتها وقراراتها
التعسفية ولتصعيد هذه السياسات والاجراءات والقرارات وتصعيد عدوانها على الشعب
الفلسطيني وحقوقه وقيادته ومقدساته ومناضليه، مذكرا باستباحة وزير ما يسمى الأمن
القومي الاسرائيلي الارهابي بن غفير للمسجد الأقصى واقتطاع دفعة جديدة من أموال
المقاصة الذي يعتبر قرصنة وسرقة للأموال الفلسطينية وتجميد أعمال البناء
الفلسطينية التي سمح بها في المناطق المصنفة ج وفرض عقوبات على قيادات الشعب
الفلسطيني والتضييق على حركتهم وتهديدهم والتجديد لقانون الطوارىء الذي يعتبر
تهيئة لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وشرعنة الاستيطان والمستوطنات، إضافة لاتخاذ
جملة من الانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
ندعو
في "فدا" والحالة هذه أطراف ما تسمى قمة النقب من الدول العربية الشقيقة
إلى إعلان انسحابها من هذا التجمع لأنه تجمع مشبوه وأهدافه مشبوهة ولأن إسرائيل
ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية يسعيان لاتخاذه مطية للانقاض على القضية
الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وستستعملانه بديلا عن قرارات الشرعية الدولية
ذات الصلة بحل الدولتين من أجل الاجهاز على هذا الحل وعمل مقاربة سياسية جديدة
بالمواصفات والمقاييس الاسرائيلية-الأمريكية تقوم على تكريس وتوسيع الاحتلال
الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية تحت شعار تحقيق ما يسمى السلام الاقتصادي،
سلام يكون فيه العرب مستهلكين وثرواتهم منهوبة وبحيث تؤول لاحقا وبالتدريج
لأعدائهم، سلام تتحول فيه الأراضي الفلسطينية إلى جزر معزولة ومقطعة الأوصال يعيش
فيها الفلسطينيون في حالة من العوز والفقر وتزداد تبعيتهم لمحتلهم، سلام تنتهك فيه
حرمة الأقصى باعتباره خالصا للمسلمين، أما عن حل الدولتين فيصبح في خبر كان لكن هذه
المرة باعلان رسمي يشارك بعض العرب في التوقيع عليه إذا ما استمروا في هذا
المستنقع والشرك الاسرائيلي-الأمريكي المسمى قمة النقب، وعلى الجميع أن يعرف،
الداني قبل القاصي، والشقيق قبل ابن العم، والصديق قبل العدو، أن شعبنا الفلسطيني
يرفض ذلك رفضا قاطعا ولن يقبل بأقل من حقوقه الكاملة وغير القابلة للتصرف بما يضمن
له الحرية والاستقلال الناجز والعودة.
في
الختام نطالبكم في "فدا" بالانسحاب الفوري من هذا التجمع/الشرك المدان
والمشبوه والمباشرة بقطع علاقات دولكم بإسرائيل والعودة من جديد لتأكيد التزامكم،
لكن هذه المرة عمليا، بقرارات الاجماع العربي وعلى رأسها مبادرة السلام العربية
بما تمثله من حد أدنى يحفظ الحقوق الفلسطينية والعربية.