Adbox

 

جريدة القدس - حديث القدس/ العصيان المدني الذي شهدته البلدات المحيطة بمدينة القدس والتابعة للمحافظة هي وسيلة نضالية جديدة - قديمة، وتندرج في إطار المقاومة الشعبية لإجراءات وانتهاكات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ضد المقدسيين خاصة وضد ابناء شعبنا في الارض الفلسطينية المحتلة وفي الداخل الفلسطيني.

وهي وسيلة نضالية جديدة لأنها جاءت في هذه الايام ردا على ما يقوم به جنود وشرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين من جرائم بإيعاز من وزير الامن العنصري الاسرائيلي المتطرف الذي يقود حملة شعواء ضد المقدسيين طالت وتطول الاسرى المقدسيين سواء المحررين او في داخل سجون الاحتلال القمعية ، وكذلك هدم المنازل والاعتداء على المواطنين، ومواصلة المس بالمقدسات وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة ومواصلة الاستيطان وعمليات القمع على الحواجز العسكرية خاصة على الحاجز المقام عند مدخل مخيم شعفاط والذي يقيد المخيم الرائد في عملية العصيان حيث قام بها قبل اشهر واستمر لمدة خمسة ايام اضطر خلالها الجيش والشرطة ، الى رفع الحصار عن المخيم ووقف عمليات المداهمة والتفتيش ومحاولات النيل من المواطنين على الحاجز، الا ان هذه السياسة عادت مؤخراً أو بالأدق لم تنته سياسة العقاب الجماعي ، الامر الذي تم امس اعلان العصيان.

وانه وسيلة قديمة لأن هناك تجربة سابقة حيث خاضتها بيت ساحور عندما قامت بعصيان مدني في الانتفاضة الاولى، قاطعت من خلاله الاحتلال والادارة المدنية، واغلقت المدينة وقامت بجمع بطاقات الهوية الاسرائيلية وتسليمها لسلطات الاحتلال، ورغم محاولات الاحتلال تهديد المدينة واقتحامها واعتقال الشبان والعديد من المسؤولين ، الا ان هذه التجربة كانت ناجحة ، الامر الذي ادى في النهاية الى اعتراف الاحتلال بشعبنا وببعض من حقوقه الوطنية، الا ان الاستثمار المتسرع لانتفاضة الحجارة لم يؤد الى تحقيق المزيد من الشعارات والاهداف التي تم رفعها في ذلك الوقت.

واليوم يتم استعادة هذه الوسيلة النضالية، والتي تضع الاحتلال في موقف صعب سواء على الصعيد الداخلي او على الصعيد الخارجي، فهذا الاسلوب النضالي الذي يصب في المقاومة الشعبية التي يمارسها شعبنا منذ سنوات ضد الاحتلال وان كانت مقتصرة على مدن وقرى معدودة ، ويتم تنفيذها في ايام محددة في الاسبوع وتحديدا في ايام الجمع من كل اسبوع ، الا انها ترهق الاحتلال وتظهر مدى همجيته امام العالم عندما يشاهد وهو يطلق النيران والقنابل الغازية على المواطنين والذين من بينهم الاطفال والنساء وكبار السن ، الامر الذي ادى الى استشهاد الكثير من ابناء شعبنا.

ان العالم الذي لم يتخذ اية خطوات عملية ضد دولة الاحتلال مطالب الان وقبل كل شيء الانتصار لشعبنا من خلال اتخاذ عقوبات ضد دولة الاحتلال التي تصعد من اعتداءاتها وجرائمها ضد شعبنا خاصة في ظل الحكومة الحالية التي هي الاكثر يمينية وتطرفا من كافة الحكومات الاسرائيلية السابقة.

فليس من المنطق والمعقول ان تستمر دولة الاحتلال في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا وارضه ومقدساته، دون ان يتخذ اية اجراءات عقابية ضد الاحتلال الذي يتحدى القوانين والاعراف الدولية ولا يعترف بحقوق الانسان ولا يعير اي اهتمام للرأي العام العالمي ولا للأمم المتحدة.

ان دولة الاحتلال تتحمل المسؤولية عما يجري في الارض الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة شاء من شاء وأبى من أبى.

فالعصيان الحالي يعيد للذاكرة عصيان بيت ساحور.

أحدث أقدم