Adbox

 

وفا- منذ أيام، لم يتمكن المزارع محمد حسين (أبو ضرغام) من قرية عاطوف في الأغوار الشمالية من تسويق منتجاته الزراعية، بعد قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المدخل الواقع في الجهة الشرقية من القرية ببوابة حديدية وفرض إجراءات مشددة في المنطقة.

هذا المدخل يعد الطريق الأساسية الواصلة إلى عدة تجمعات سكانية في المنطقة، وهو المنفذ الرئيس لإخراج المنتجات والمحاصيل الزراعية ونقلها إلى الأسواق.

ويأتي هذا الإغلاق ضمن حملة شنتها قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية، قامت خلالها بإغلاق غالبية الطرق المؤدية إلى تجمعات الأغوار، بالإضافة إلى إغلاق حاجزي الحمرا وتياسير على فترات متقطعة، وإعاقة حركة مرور المواطنين.

يزرع أبو ضرغام قرابة الـ500 دونم في منطقة عاطوف وسهل البقيعة بمحاصيل خضرية متعددة، ويسوِّق نصفها في أسواق الضفة، فيما يبيع النصف الآخر للتجار الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948.

يقول في حديثه لـ"وفا": منذ وضع هذه البوابة وتشديد الإجراءات في الأغوار لا تتمكن شاحنات نقل الخضراوات القادمة من أراضي 1948 من الوصول إلى المنطقة، ما يعني أن نصف المحاصيل بقيت دون تسويق.

أما النصف الآخر من المحصول والذي يسوِّقه في الضفة فهو يجد صعوبة في إيصاله إلى الأسواق، حيث تضطر شاحنات النقل إلى سلوك طرق طويلة والالتفاف عبر طرق ومداخل أخرى، ومنها حاجز تياسير الذي يشهد إغلاقات متكررة وأزمات خانقة بسبب إعاقة الجنود لحركة المرور.

يوضح أبو ضرغام "خلال الأيام القليلة الماضية، كانت الشاحنات المحملة بالخضراوات والمتجهة إلى أسواق الضفة تتوقف لمدة طويلة على الحاجز قبل مرورها، وهو ما أدى إلى تلف جزء كبير من الخضراوات، وخاصة الورقية.

أمام ذلك، يتكبد جميع مزارعي المنطقة خسائر بآلاف الشواقل يوميا. "إذا استمرت هذه الإغلاقات فستصبح خسائرنا لا تحصى"، يقول أبو ضرغام.

ويضيف: "كان يعمل لدي 25 عاملا يوميا في قطاف المزروعات، أما الآن فتبقى غالبية المحاصيل دون قطاف بسبب انعدام التسويق، ما يعني أننا كمزارعين نفقد مصدر رزقنا، وكذلك يفقد العمال عملهم".

بدوره، يؤكد رئيس مجلس قروي عاطوف والرأس الأحمر عبد الله بشارات أن البوابة التي وضعها الاحتلال أصبحت بمثابة حاجز، ومنذ وضعها لا يفارقها الجنود على مدار الـ24 ساعة، حتى باتت كابوسا يؤرق المواطنين خلال تنقلهم، إذ يخضعون للإيقاف والتفتيش ويستمر ذلك في كثير من الأحيان أكثر من ساعة، وهو ما يعيق مناحي الحياة كافة.

لكن أكثر الجوانب المهددة جراء ذلك هي الزراعة التي يرتكز عليها اقتصاد المنطقة ومصدر دخل المواطنين، فمنذ وضع البوابة وإغلاق الحواجز والمنافذ المؤدية إلى الأغوار، لا يتمكن المزارعون من إخراج محاصيلهم.

ويأتي الإغلاق الأخير ليكمل فصول معاناة أهالي عاطوف، وفقا لبشارات.

وتتعرض القرية لانتهاكات متتالية منذ شهر أيلول/ سبتمبر أغلقت سلطات الاحتلال طرقا يستخدمها المزارعون للوصول إلى أراضيهم في الجهة الشرقية بشكل متكرر، ما أدى إلى إعاقة عملهم الزراعي وتراجعه في المنطقة، لكن الوضع أصبح أصعب بكثير الآن.

ويؤكد الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن الاحتلال منذ يوم الجمعة الماضي يعمل على إغلاق الكثير من الطرق المؤدية إلى التجمعات والأراضي الزراعية في مناطق عديدة من الأغوار، بالإضافة إلى إغلاق الحاجزين الرئيسين الحمرا وتياسير على فترات وإعاقة حركة المرور عليهما.

ويوضح أن إغلاق الطرق يعيق سير الحياة اليومية للمواطنين الذين يسلكونها بشكل أساسي، كما تعد هذه الطرق ممرات حيوية للمزارعين للوصول إلى أراضيهم، بالإضافة إلى كونها ممرات أساسية لإيصال المنتجات الزراعية وتسويقها خارج المنطقة.

وفيما يتعلق بعاطوف التي تتعرض لإغلاق طرق منذ أشهر، يشير دراغمة إلى أن الإغلاق الأخير ووضع البوابة يتسببان في خسائر كبيرة على الصعيد الزراعي، وتتضاعف هذه الخسائر كلما طالت مدة الإغلاقات.

وأكد أنه لا بد من ضغط حقيقي من النشطاء والمؤسسات الدولية على الاحتلال لإعادة فتح الطرق والحواجز، نظرا لما يترتب على الإغلاق من مشقة على المواطنين وخسائر كبيرة.

أحدث أقدم