Adbox

قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن قدرة الشعوب الخاضعة للاستعمار على البقاء والصمود والاستمرار في مقارعة الاحتلال هو انتصار بحدّ ذاته، وإن تجربة البقاء والصمود التي سطرها شعبنا منذ أكثر من سبعة عقود على نكبة عام 48رغم كل الأهوال والظلم والمعاناة والتهجير والكوارث والمآسي التي واجهها، وكل أنواع المؤامرات والمخططات والحروب التي شنت عليه والاختلال الفادح والفاضح لموازين القوى لصالح ذلك المحتل والدعم الغربي والأمريكي غير المحدود له، هو أكبر مثال على الانتصار الذي تحدثنا عنه وضمن السياقات التي شرحناها.

وأوضح "فدا" في بيان لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة: إن تراجع قدرة الردع لدى جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهو أحد كبرى جيوش العالم، هو نتاج لذلك الصمود وظهر ذلك جليا في ارتباك وتخبط كيان هذا الاحتلال بمنظوماته المختلفة أمام المواجهات المحتدمة والتي تزال مستمرة مع جماهير شعبنا في القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية وخلال العدوان الهمجي الذي تعرض له قطاع غزة المحاصر وما انتهى إليه من اتفاق أعلن عنه ليلة أمس السبت الموافق 13/5/2023.

وأضاف "فدا" أن المطلوب والحالة هذه تعزيز هذا الصمود الأسطوري لشعبنا في القدس والضفة والقطاع وفي أراضي عام 48 وفي بلدان المهجر والشتات والارتقاء إلى مستوى التضحيات التي يسطرها هذا الشعب وإلى المستويات العالية من استعداده للكفاح.

إننا في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" وبمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة نؤكد على جملة من الأمور لا بد من اتخاذها لتجاوز كل أسباب النكبة ولمواجهة تداعياتها التي لا تزال قائمة رغم كل هذا الصمود الأسطوري.

إننا في "فدا" نطالب تحديدا بالتوافق على استراتيجية سياسية وكفاحية فلسطينية جديدة تأخذ بالاعتبار الوقائع السياسية والميدانية التي فرضها الاحتلال بعدوانه الهمجي وغير المسبوق وتنكره الواضح والفاضح لأدنى الحقوق الفلسطينية وتنصله وتنكره وتحلله العملي من أية اتفاقيات معه، وأن تلبي هذه الاستراتيجية حاجات أبناء شعبنا وتتعاطي مع معاناتهم وتعزز صمودهم في أماكن تواجدهم كافة، وأن يترجم ذلك من خلال قيام منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب، بالمهام المنوطة بها تجاهه.

من نافل القول إن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية هما ضمانتنا الوحيدة للانتصار، لكن التجربة المريرة للعشرات من الاتفاقات والحوارات تكشف بما لا يدع مجالا للشك حاجة المنظومة الفلسطينية لعقد سياسي واجتماعي فلسطيني جديد يقوم على استراتيجية سياسية وكفاحية فلسطينية جديدة تقطع مع الاحتلال وكيانه وتتحلل من أية اتفاقيات وعلاقات معه، استراتيجية تشارك في وضعها كل الفصائل دون استثناء، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الاسلامي، استراتيجية تبدأ بوضع حد للانقسام البغيض يتلوها تشكيل حكومة طوارئ وانقاذ وطني فلسطيني تتولى مسؤولية إنهاء كل تداعيات الانقسام وتهيء الأجواء لاستعادة الوحدة السياسية والجغرافية، قدسا وضفة وقطاعا، وتحضر لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني، وتعيد الاعتبار لمكانة ودور أبناء شعبنا في بلدان المهجر والشتات.

ونؤكد في "فدا" في ذكرى النكبة على المضي قدما في مسيرة النضال بأشكاله كافة حتى دحر الاحتلال، أوفياء لدماء السادة الشهداء ومعاناة الأسرى الأبطال، نستلهم من تضحياتهم وصبر وصمود أهلنا في مخيمات الوطن ومراكز اللجوء والشتات الدروس والعبر، ونستمد كل أسباب القوة لنكون بمستوى هذا الفعل الأسطوري الذي يؤكد على جدارة شعبنا بالحياة الحرة والكريمة في ظل دولته المستقلة أسوة بباقي شعوب المعمورة.

أحدث أقدم