Adbox

 

منظر عام يظهر بناء مستوطنة رمات جفعات زئيف الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة/ رويترز

عربي بوست - قال موقع Axios الأمريكي في تقرير نشره الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023 إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت إدارة بايدن أنها لن تحول بؤرة هوميش، التي تقع داخل الضفة الغربية المحتلة، إلى مستوطنة جديدة، برغم المرسوم المُوقع مؤخراً الذي يسمح للإسرائيليين بدخول المنطقة، وذلك حسبما علم الموقع من ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

حيث ينتاب القلق إدارة بايدن من أنه في حالة أُعيد بناء بؤرة هوميش الاستيطانية وصارت مستوطنة رسمية، سوف يُصعِّب هذا الأمر تشكيل دولة فلسطينية متجاورة في نهاية المطاف. إذ تقع بؤرة هوميش في منطقة بين مدينتي نابلس وجنين الفلسطينيتين الشماليتين، حيث لا توجد مستوطنات إسرائيلية.

 

أمريكا تطالب إسرائيل بوقف الاستيطان

في حين حث المسؤولون الأمريكيون الحكومة الإسرائيلية بصفة متكررة على ألا تتخذ خطوات في الضفة الغربية المحتلة -بما في ذلك بناء المستوطنات- مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات.

فخلال خطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية عن قطاع غزة في 2005، أخلت إسرائيل أيضاً بؤرة هوميش وثلاث مستوطنات أخرى في شمال الضفة الغربية، ومنعت الإسرائيليين من دخول المنطقة.

في المقابل، وافقت إدارة جورج دبليو بوش على أن الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، المتاخمة لخطوط الأراضي التي رُسمت قبل حرب 1967، سوف تبقى جزءاً من إسرائيل في أي اتفاقية سلام مستقبلية مع الفلسطينيين.

هذه التفاهمات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون والرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش، كانت منصوصة في رسائل رسمية متبادلة بين الحكومتين.

 

إسرائيل تسمح ببناء مستوطنات في هوميش

في حين أنشأ المستوطنون المتطرفون قبل سنوات بؤرة غير قانونية في هوميش، وادعوا أنها كانت مدرسة دينية (يشيفا).

حيث أخلى الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة هذه البؤرة، التي أُسست على أرض فلسطينية خاصة، لكن المستوطنين يعودون ليعيدوا بناءها مرة أخرى.

فيما مرر الكنيست الإسرائيلي في وقت سابق من هذا العام، قانوناً يلغي فك الارتباط الإسرائيلي عن شمال الضفة الغربية المحتلة، ويسمح للمواطنين الإسرائيليين بدخول المنطقة بين جنين ونابلس، بشرط إصدار مرسوم من الجيش الإسرائيلي.

 

مرسوم إسرائيلي بدخول منطقة هوميش

في السياق ذاته، وقع قائد القيادة المركزية لجيش الدفاع الإسرائيلي، الخميس 18 مايو/أيار، على مرسوم يسمح للإسرائيليين بدخول منطقة هوميش.

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية يوم الأحد 21 مايو/أيار بياناً قوياً ضد المرسوم، قالت فيه إنه "غير متسق" مع الالتزام الإسرائيلي بموجب الخطابات بين بوش وشارون.

كذلك قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن القرار الجديد ينتهك الالتزامات الحالية من جانب الحكومة الإسرائيلية أمام إدارة بايدن، التي تقدمت بها في إطار اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، في وقت سابق هذا العام.

 

احتجاجات أمريكية على بناء مستوطنات

قال المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون إن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، توم نايدز ومسؤولين أمريكيين آخرين، احتجوا على الخطوة في المحادثات الخاصة مع مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أفاد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بأن الجانب الإسرائيلي أوضح لإدارة بايدن أنه ليس لديه نية لإعادة بناء مستوطنة هوميش، وأكد أن المرسوم الجديد وُقِّع فقط للسماح بنقل ملكية أراضي مستوطنة هوميش من خاصة إلى ملكية الدولة.

أوضح هؤلاء المسؤولون أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأن الخطوة كانت رداً على القيود السياسية المحلية ولمنع شركاء ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف من زعزعة استقرار الحكومة. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الأمر.

حيث قال المسؤولون الإسرائيليون إن الحكومة الإسرائيلية كانت ترفض خلال المحادثات السرية مع إدارة بايدن، الادعاء الذي يقول إنها انتهكت التزامها الوارد في خطابات بوش وشارون. وأضاف هؤلاء المسؤولون أن الإسرائيليين ادعوا أن إدارة أوباما تراجعت بالفعل عن الالتزام الوارد في هذه الخطابات في 2009.

لكن ميلر قال في الإحاطة الصحفية اليومية، الإثنين 22 مايو/أيار، إن موقف الولايات المتحدة من الخطابات كان ثابتاً مع تعاقب الإدارات.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة Haaretz الإسرائيلية أفادت بأن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي المسؤول أيضاً عن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، أجرى عدة اجتماعات مع مسؤولين من وزارات حكومية مختلفة حول خطة لمضاعفة أعداد المستوطنين في الضفة الغربية من 500 ألف إلى مليون مستوطن.

لكن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين قالوا خلال المناقشات حول بؤرة هوميش إن مساعدي نتنياهو أوضحوا لنظرائهم في إدارة بايدن، أن خطة سموتريتش لا تمثل موقف نتنياهو، وأنه ليست هناك نية لتنفيذها.


أحدث أقدم