وفا
- يسارع وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى تنفيذ
خطته لتوسيع مستعمرات الضفة الغربية المحتلة وإضفاء الشرعية على بؤرها
الاستيطانية، عبر سن قوانين وقرارات مستعجلة لصالح المستعمرين.
آخر
تلك الدعوات، كان رسالته لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف
غالانت، طالب فيها "خلق مساحات أمنية حول المستوطنات ومنع العرب من دخولها،
بما في ذلك لغرض الحصاد".
وتحمل
رسالة سموتريتش، بحسب مختصون تحدثوا لـ"وفا"، دعوة استعمارية صريحة بهدف
سرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح المستعمرات والبؤر الاستعمارية، ضمن مخطط
الضم للضفة الغربية.
وأوضح
مدير النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود، أن تلك الدعوة
تندرج تحت عنوانين، الأول: استكمال مخططات السيطرة على الضفة الغربية المعلنة من
قبل حكومة الاحتلال وهي عملية مستمرة ولم تتوقف، والثاني هو استغلال حكومة
الاحتلال بما فيهم جمهور المستعمرين لحالة الحرب والطوارئ بالإمعان في تنفيذ
المخططات، والتي تهدف إلى السيطرة على المفاصل الجغرافية في الضفة الغربية، وذلك
بتعزيز حالة التكتلات الاستيطانية والشوارع الالتفافية التي تحدث تواصلاً جغرافياً
بين المستوطنات، وتؤدي بالضرورة إلى عزل الوجود الفلسطيني في المدن والقرى
والتجمعات في معازل محاصرة ومحاطة بالاستيطان والشوارع الالتفافية.
وشدد
داود لـ"وفا"، على أن فكرة المناطق الآمنة هو مسمى مختلق لكن تنفيذه على
أرض الواقع لا يختلف عن فكرة الاستيلاء وإحكام القبضة على مفاصل الضفة الغربية.
ووصف
مدير مركز أبحاث الأراضي في الضفة الغربية محمود صيفي، الدعوة بالأمر الخطير جدا،
وتهدف لنهب أراضي الفلسطينيين وتوسيع المستعمرات ضمن تعزيز البرنامج الاستعماري في
الضفة الغربية.
ونوّه
إلى أن سموتريتش منذ أن دخل حكومة الاحتلال يسارع الزمن لإصدار قرارات تعزز
الاستعمار بالضفة الغربية، فقبل شهرين أصدر قرارا بشرعنة 155 بؤرة استعمارية
جديدة، تضاف إلى 250 بؤرة قائمة و198 مستعمرة في الضفة بما فيها القدس الشرقية.
وأوضح
الصيفي أن الدعوة التي أطلقها سموتريتش، تهدف لإيصال عدد المستعمرين بالضفة
الغربية إلى مليون مستعمر مع حلول عام 2030، حيث يستعمر بالضفة حاليا 850 ألف
مستعمر.
وأكد
أن الدعوة تعني غلاف جديد للمستعمرات يضاف للمناطق المحيطة بها، وهذا يعطي الضوء
الأخضر للمستعمرين لقضم مساحات إضافية من أراضي الفلسطينيين، خاصة في الأراضي التي
تتطلب تنسيقا لقطف ثمار الزيتون المحاذية للمستعمرات، مشيرا الى أن المستعمرين
بدأوا على أرض الواقع تنفيذ هذا المخطط قبل أن يعلنه سموتريتش صراحة، حيث نفذوا
أكثر من 200 اعتداء على المزارعين خلال موسم الزيتون الحالي بارتفاع بنسبة 60% عن
الأعوام السابقة.
وأوضح
الصيفي أن مخاطر دعوة سموتريتش، أكثر من ذلك، في أنها لا تحدد المساحات التي
ستتحول إلى "مناطق آمنة"، مشيرا إلى أن المزارعين في الأراضي المحاذية
للمستعمرات تلقوا خسائر فاقت 50% من موسم الزيتون جراء اعتداءات المستعمرين وجيش
الاحتلال.
وأضاف
الصيفي أن ما يقارب 90 قرية وتجمعا فلسطينيا تحصل على تنسيق مسبق لقطف ثمار
الزيتون ضمن جدول بشكل سنوي في المناطق المحاذية للمستعمرات والشوارع الالتفافية،
لم يتمكن غالبيتهم من قطف ثمار الزيتون في تلك المناطق هذا العام.
ويقدر
الصيفي المساحات المحيطة بالمستعمرات بـ 100 ألف دونم مزروعة بالزيتون، من أصل 900
ألف دونم مزروعة بـ 12 مليون شجرة زيتون بالضفة الغربية.