استمرارا
لاجتماعاته الطارئة منذ بدء العدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة، عقد المكتب
السياسي لـ الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" اجتماعا له يوم أمس
الثلاثاء جرى فيه تدارس الأوضاع الناجمة عن هذا العدوان وتداعياته وسبل التصدي له
وإفشاله. وافتتح الرفيق الأمين العام الاجتماع بتوجيه التحية لأبناء شعبنا على
صمودهم الأسطوري وللمقاومة الباسلة على تصديها البطولي لهذا العدوان، وخص بالتحية
السادة الشهداء والأسرى البواسل متمنيا الشفاء العاجل للجرحى، وشدد على الطبيعة
الشمولية للعدوان وبأنه موجه ضد كل أبناء شعبنا ولا يقتصر على قطاع غزة بل يشمل
أيضا الضفة الغربية بما فيها القدس وبأنه حرب إبادة جماعية وتطهير عرقية تستهدف
تصفية القضية الفلسطينية برمتها والوجود الفلسطيني من أساسه.
بناء
على ذلك، وبعد دراسة مفصلة لتلك الأوضاع والمواقف الدولية ذات الصلة ومهام حزبنا
على مختلف الصعد خصوصا في بعدها الوطني، أكد المكتب السياسي لـ "فدا"
على ما يلي:
أولا-
ضرورة التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والوحدة من أجل التصدي للعدوان
الاسرائيلي وإفشاله والمضي قدما في نضالنا من أجل التحرر من الاحتلال وإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس وتأمين حق العودة
والتعويض للاجئين.
ثانيا-
ضرورة عقد اجتماع على مستوى الأمناء العامين تشارك فيه جميع الفصائل بما فيها
حركتا حماس والجهاد الاسلامي من أجل بلورة رؤية فلسطينية شاملة تعمل على إسناد
صمود شعبنا ومقاومته الباسلة وتدعم موقف الاجماع الدولي والفلسطيني الذي يطالب
بالوقف الفوري للحرب الوحشية الاسرائيلية على قطاع غزة وتضمن استعادة الوحدة
الوطنية الفلسطينية عبر انضمام كل الفصائل لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها
الإطار المعنوي والسياسي لشعبنا وممثله الشرعي والوحيد. وجدد المكتب السياسي لـ
"فدا" مطالبته الأخ الرئيس أبو مازن بتوجيه الدعوة لعقد اجتماع عاجل
للأمناء العامين لجميع الفصائل مشددا على أن عدم الاستجابة لذلك غير مبررة وغير
مقبولة.
ثالثا- إن مجمل الاجراءات العدوانية الاسرائيلية، سواء
في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس، ومعها مجمل المواقف السياسية
الاسرائيلية تؤكد أن كيان الاحتلال لم يسقط من أجندته أحد أهم مخططات حربه الوحشية
والمتمثل بمخطط التهجير. ويتوجه المكتب السياسي بالتحية والتقدير للأشقاء في مصر
والأردن على موقفهما الرافض لمخطط التهجير ويشدد على ضرورة تحركهما مع القيادة
الفلسطينية وباقي الدول العربية الشقيقة ومن خلال الجامعة العربية ومنظمة التعاون
الاسلامي وعبر العمل السياسي والدبلوماسي مع الأمم المتحدة وكل الدول والمجموعات
الدولية لاتخاذ مواقف وإجراءات أكثر حزما لتصليب هذا الموقف ولمنع كيان الاحتلال
من تنفيذ مخططه.
رابعا-
إن ما يجري التسويق لبحثه تحت يافطة (اليوم التالي للحرب) وكل ما يندرج في هذا
السياق هو تدخل سافر ومرفوض في الشأن الداخلي الفلسطيني وإن حركة حماس إحدى فصائل
حركة التحرر الوطني الفلسطيني وإن من حق شعبنا استخدام كل وسائل الكفاح التي يراها
مناسبة لدحر الاحتلال الاسرائيلي وإن الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة
لا نقبل الفصل بينها ولا دولة فلسطينية دون أن تكون كاملة السيادة ودون القدس
عاصمة لها ودون قطاع غزة جزء لا يتجزأ منها ولا حل يقبله شعبنا دون تمكين لاجئيه
من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها في نكبة عام 1948، وعلى كل دول
العالم احترام هذا الموقف الفلسطيني بما في ذلك الدول العربية، كما نطالب الدول
التي طبعت مع كيان الاحتلال بإنهاء اتفاقيات التطبيع هذه وطرد سفرائه لديها وسحب
سفرائها لديه وقطع كل أشكال العلاقة معه، كما نشدد على ضرورة استخدام كل المقدرات العربية، بما فيها النفط ،
خدمة لشعبنا ولممارسة الضغوط اللازمة من أجل وقف الحرب الوحشية الاسرائيلية.
خامسا-
نحيي الصديقة جنوب أفريقيا على الدعوى التي رفعتها ضد إسرائيل، القوة القائمة
بالاحتلال، لمحكمة العدل الدولية كما نحيي نيكاراغوا الصديقة على إعلان انضمامها
في اسناد هذه الدعوى، ونحيي أيضا مختلف الدول التي وقفت إلى جانب نضال شعبنا وضد
الحرب الوحشية الاسرائيلية، ونؤكد أن على الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت
جادة في مواقفها من موضوع إقامة دولة فلسطينية البرهنة على صدقية هذا الموقف من
خلال وقف دعمها لكيان الاحتلال وتأييد الاجماع الدولي المطالب بوقف الحرب الوحشية
الاسرائيلية والاعتراف بالدولة الفلسطينية هي وجميع الدول التي لم تعترف بها، لكن
ما يجري، للأسف، خصوصا من جانب أمريكا وبريطانيا، هو استمرار شراكتهما في العدوان
الاسرائيلي واستمرار دعمها لكيان الاحتلال من أجل المضي في حربه الوحشية.
سادسا-
إن التظاهرات الحاشدة التي عمت ولا تزال تعمل عواصم العالم قاطبة نصرة لشعبنا
ونضاله وتنديدا بالاحتلال وبحربه الوحشية أعادت طرح القضية الفلسطينية بقوة على
الخارطة الدولية كما حشرت كيان الاحتلال وداعميه في الزاوية وفضحت زيف الرواية
الصهيونية وكذبها. إننا في المكتب السياسي ندعو كل الأحزاب العربية الشقيقة
والأجنبية الصديقة، ومعها كل الاتحادات والتجمعات التقدمية والمناصرة لشعبنا، من
أجل الاستمرار في هذه التظاهرات وتوسيعها وتنويع الفعاليات الداعمة لشعبنا
والمناهضة لكيان الاحتلال. ونتوجه في هذا الاطار بتحية خاصة إلى الشعب والجيش
اليمنيين على موقفهما القومي نصرة لشعبنا وندين بشدة الاعتداءات الأمريكية على
اليمن والعراق والعدوان الاسرائيلي على سورية والتهديدات الأمريكية والاسرائيلية
للبنان.
لقد أثبتت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة عدم رغبتها بالسلام وسعيها لتأبيد الاحتلال لأرضنا الفلسطينية وما هذه الحرب الاسرائيلية الوحشية إلا دليل على ذلك لكننا على ثقة بأن النصر هو حليف شعبنا وبأن مصير الاحتلال إلى زوال.