Adbox

مونت كارلو الدولية/ تتواصل المعارك العنيفة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة حيث قُتل عشرات الفلسطينيين من بينهم تسعة في قصف مدفعي طال مبنى للأمم المتحدة يؤوي نازحين، في وقت تبدو فيه المفاوضات في القاهرة من اجل هدنة متعثرة مع خروج تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي ينتقد فيها دعم دولة قطر لحماس ما اثار استياء ديبلوماسيا في الدوحة.

يستمر الوضع في التدهور في القطاع الفلسطيني المحاصر، بينما تجري محادثات في القاهرة من أجل التوصل إلى هدنة جديدة من دون مؤشرات بعد على إمكان نجاحها.

في لاهاي، أعلنت محكمة العدل الدولية أنها ستصدر الجمعة قرارها في القضية المرفوعة ضد إسرائيل المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وأعلن مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة توماس وايت عبر حسابه على منصة إكس الأربعاء أن "قذيفتي دبابات أصابتا مبنى يؤوي 800 شخص"، مشيرا الى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 75 آخرين بجروح.

وأشار وايت إلى أنّ مركز تدريب تابعا للأونروا يؤوي عشرات آلاف النازحين تعرّض للقصف، ما أدى إلى "اشتعال النيران وسقوط عدد كبير من الضحايا".

واعتبر المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أنّ القصف الذي استهدف ملجأ تابعا للوكالة في خان يونس يشكّل "انتهاكا صارخا" لقواعد الحرب.

وأسفت واشنطن للقصف الذي استهدف المبنى.

ويأتي ذلك في وقت أفاد المكتب الإعلامي لحكومة حماس والهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ مستشفيات محاصرة في منطقة خان يونس.

وجدّد المكتب الإعلامي القول إن إسرائيل تستهدف المستشفيات في قطاع غزة "لإخراجها عن الخدمة وتدميرها".

وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ذكرت أنّ 125 جثة على الأقل لأشخاص قُتلوا في القصف الإسرائيلي على خان يونس ومناطق أخرى نقلت الى المستشفيات خلال الساعات الأولى من يوم الأربعاء.

وتتهم إسرائيل حماس باستعمل المدنيين "كدروع بشرية" في المستشفيات والمدارس ومحيطها.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة.

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.

وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول/أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25700 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وندّدت منظمة الصحة العالمية بوضع "لا يوصف" في مستشفيات المدينة.

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي لحماس إلى أنّ "آلاف النازحين في مستشفيي ناصر والأمل اضطرّوا الليلة (الثلاثاء) وصباح اليوم (الأربعاء) للمغادرة نحو رفح".

غير أنّ مدينة رفح التي تكتظ بعشرات آلاف النازحين لم تسلم من القصف الإسرائيلي.

فقد شاهد مراسل لوكالة فرانس برس الأربعاء عددا من الأشخاص تجمعوا قرب جثث ملقاة على الأرض خارج مشرحة.

مفاوضات متعثرة

واستنكرت قطر بشدة مساء الأربعاء تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتبر فيها أن دور الإمارة كوسيط في النزاع الحالي في غزة "إشكالي"، بحسب ما نقلت عنه قناة إسرائيلية.

خلال اجتماع في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات رهائن إسرائيليين في غزة، شكك نتانياهو في قطر التي توسطت إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في هدنة لمدة أسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر أتاحت خصوصا إطلاق سراح حوالى مئة رهينة من غزة.

وقال نتانياهو للعائلات "لا تنتظروا مني أن أشكر قطر (...) التي لا تختلف في الأساس عن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، بل إنها أكثر إشكالية. ليس لدي أي أوهام بشأنها"، بحسب تسجيل صوتي حصلت عليه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "إنهم (قطر) لديهم الوسائل للضغط (على حماس)، لماذا؟ لأنهم يمولونها"، معربا عن "غضبه الشديد" من قرار واشنطن تجديد اتفاق يبقي على الوجود العسكري الأميركي في هذا الدولة الخليجية مدة عشر سنوات إضافية.

تعليقا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في منشور على منصة إكس "نستنكر بشدة التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في تقارير إعلامية مختلفة حول الوساطة القطرية. في حال أثبتت صحة التصريحات، فهي غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء".

وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة حاليا التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تتيح الإفراج عن أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين.

وتابع الأنصاري "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح"، مضيفا أن على نتانياهو عدم "الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".

 

وقف تسليح إسرائيل وحماس

ودعت 16 منظمة حقوقية دولية الأربعاء إلى وقف عمليات إرسال الأسلحة إلى إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلّحة في محاولة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وفي بيان مشترك، ناشدت هذه المنظمات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوقف إرسال الأسلحة وقطع الأسلحة والذخائر "لوقف الأزمة في غزة وتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية والخسائر في أرواح المدنيين".

وأضاف البيان "إن القصف الإسرائيلي والحصار يحرمان السكان المدنيين من أساسيات البقاء على قيد الحياة ويجعلان قطاع غزة غير صالح للسكن".

وتابع "يواجه السكان المدنيون في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة الخطورة والحجم".

وجاء في البيان أيضًا أنه بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، "واصلت المجموعات المسلحة في غزة إطلاق الصواريخ بشكل عشوائي على المراكز السكانية في إسرائيل".

ومن بين المنظمات الموقعة على البيان الذي صدر الأربعاء منظمة العفو الدولية ومنظمة "كريستيان ايد" والشبكة الدولية في منظمة "أطباء العالم" و"أوكسفام" ومنظمة "المساعدات الشعبية النروجية".

ودعت هذه المنظمات إلى وقف فوري لكلّ شحنات الأسلحة في ظلّ خطر "استخدامها لارتكاب أو تسهيل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

أحدث أقدم