جريدة
القدس – حديث القدس/ بعد ١٣٨ يوما من العدوان على قطاع غزة تفوح رائحة الموت في كل
مكان جراء عدوان آثم لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية ..
ملايين
الدونمات من الاراضي والمنازل والمباني والمنشآت والارصفة تم تدميرها والتقارير
الانسانية والاغاثية الصادرة عن الهيئات المحلية والاممية تؤشر بوضوح الى حالة
انسانية كارثية ..
في
رصدها للمشهد تقول وحدات الدفاع المدني الفلسطيني بغزة: تلقينا استغاثات بوجود
عشرات الشهداء والجرحى تحت أنقاض منزلين قصفهما الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون
.
عندما
يأتيك من تحت الانقاض الصوت لجريح يطلب نداء استغاثة او يشير الى جثث لعشرات
الشهداء متناثرة تحت الحجارة والصخور التي دمرها القصف الاسرائيلي فاعلم انك في
قطاع يعيش حالة الموت كما قال مدير منظمة الصحة العالمية: قطاع غزة أصبح منطقة موت
بعد تدمير مناطق واسعة منه وسقوط أكثر من 29 ألف قتيل في اشارة الى ارتفاع اعداد
الشهداء الذين يرتقون يوميا .
الاعتداءات
الاسرائيلية متواصلة واستهداف الاطباء والممرضين وجنود الانسانية ، اصبح مشهدا
معروفا بسبب سياسة الجيش الاسرائيلي ، والمنسق الأممي للشؤون الإنسانية يقول :
أشعر بالفزع جراء قصف استهدف ملجأ تابعا لأطباء بلا حدود ما أدى لإصابة موظفين
ومقتل أفراد من أسرهم
ويستمر
الحصار الجائر على المستشفيات وخصوصا مستشفى الامل بخان يونس ويقول الهلال الاحمر
الفلسطيني: نحذر من الأوضاع الكارثية في مستشفى الأمل بخان يونس جراء استمرار
حصاره من قبل الاحتلال لليوم الثلاثين على التوالي ونجدد مطالبة المجتمع الدولي
بالتحرك لحماية المستشفى وكسر الحصار المفروض عليه قبل خروجه عن الخدمة.
حصار
المستشفيات دون اي مراعاة للظروف الصحية الصعبة شاهد على بشاعة التصرفات
الاسرائيلية والامور تصل الى حد عدم تمكن المرضى من الحصول على اوكسجين الحياة
فيرتقون في ظروف جائرة وفي ذلك يقول المتحدث باسم الصحة في غزة: تحويل 45 مريضا من
مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى وما يزال الاحتلال يماطل في إخلاء 110 آخرين.
ويضيف
ان الطواقم الطبية بمجمع ناصر عاجزة عن تقديم الرعاية للمرضى لعدم توفر الأكسجين
والمقومات الطبية
وتتحدث
وزارة الصحة عن استشهاد 8 مرضى نتيجة توقف المولد الكهربائي ووقف الأكسجين عن
المرضى في مجمع ناصر الطبي بخان يونس وتستمر الانتهاكات حيث تشير وزارة الصحة ايضا
ان الاحتلال الإسرائيلي يرفض إخراج جثامين الشهداء الثمانية في مجمع ناصر لدفنهم
ومطالبة المؤسسات الدولية بالتدخل.
آلة
الدمار الاسرائيلية حولت قطاع غزة الى حالة هدم غير اعتيادية وفي هذا الاطار تقول
الاونروا : أحياء بأكملها في غزة اختفت ولم يعد لها أثر ولا وجود لمكان آمن
بالقطاع في ظل تواصل العمليات العسكرية بلا هوادة.
وتتواصل
المعاناة الانسانية الحرجة جدا وفي ذلك ذكرت ممثلة الإمارات أمام محكمة العدل
الدولية يوم امس ان مستوى معاناة الأطفال والنساء في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية
أمر غير مسبوق في تاريخنا المعاصر.
تترافق
المعاناة بمجازر ترتكب في كل لحظة وفي تعقيبها على الوضع قالت ممثلة مصر أمام
محكمة العدل الدولية: إسرائيل تواصل مجزرتها في غزة المحتلة وتفرض الحصار والتجويع
وتمنع وصول المساعدات الإنسانية.
وتضيف
في سياق اخر لسياسة التهجير ان إسرائيل تجبر الفلسطينيين في غزة على النزوح القسري
بالقوة وبشكل غير شرعي.
وفي
احدث واخطر فصول المعاناة والحصار تم تقليص تسليم المساعدات الغذائية في شمالي غزة
وهو تطور خطير يضاعف المعاناة الإنسانية لأبناء شعبنا كما قالت حماس التي دعت
برنامج الغذاء العالمي وكافة الوكالات الأممية بما فيها الأونروا إلى الضغط على
الاحتلال عبر الإعلان عن العودة للعمل في شمالي قطاع غزة وادخال المساعدات بشكل
طارئ.
وقالت
مديرة برنامج الغذاء العالمي: هناك مستوى لا يصدق من اليأس في شمال غزة على خلفية
الحاجة الإنسانية الهائلة وأوضحت انه يجب ألا تحدث مجاعة في شمال غزة ولكن إذا لم
تتغير الأمور فستحدث.
منظمة
أنقذوا الأطفال قالت مساء امس ان الرضع يموتون في غزة بسبب سوء الأوضاع الصحية
بالمستشفيات.
قاتمة
الصورة وصعبة للغاية وما هذه المشاهد الا غيض من فيض من سلسلة طويلة من انتهاكات
تقوم بها اسرائيل ، ولا تستطيع كل الاحصائيات والارقام رصد الحجم الكارثي المروع
لحالة الدمار الشامل التي اصابت القطاع من مختلف الجوانب ..
بصيص أمل يبقى معلقا على ما يدور في القاهرة من مفاوضات متقدمة لانجاز صفقة تبادل على أمل ان تفضي الى وقف لاطلاق النار حتى يتنفس اهل غزة الصعداء من اجل وقف كارثة الانسانية الاكبر عبر التاريخ .