ألقى
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي
الفلسطيني "فدا" الرفيق صالح رأفت كلمة في إحياء ذكرى ميلاد أبو علي مصطفى
الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وذلك في مؤسسة ياسر عرفات، اليوم
الثلاثاء، دعا خلالها القوى الوطنية للعمل معا من أجل تحقيق الوحدة على درب الرفيق
الشهيد أبو علي مصطفى الذي كان حريصا على تعزيز وحدة الشعب وقواه ومؤسساته.
*
نص الكلمة
حضرات
الرفيقات والأخوات المحترمات
حضرة
الإخوة والرفاق المحترمين
مساء
الخير للجميع
اليوم
نتشرف جميعا هنا في مؤسسة الشهيد ياسر عرفات إحياء ذكرى ميلاد الرفيق العزيز
القائد الوطني الكبير الشهيد مصطفى علي الزبري (أبو علي مصطفى) الأمين العام
السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية الأسبق، الذي ولد في بلدة عرابة في محافظة جنين يوم الخامس عشر من شهر
أيار عام 1938، والذي استشهد في مدينة رام الله يوم 27/8/2001 عندما قصف الطيران
الاحتلال الإسرائيلي مكتبه قرب مقر المقاطعة.
رفيقي
وصديقي الأعز، رحلت جسديا عنا ولكنك ما زلت حيا فينا وبيننا ترفرف روحك الغالية
فوق رؤوسنا كل يوم ونراك في كل لحظة، في اجتماعاتنا وفي مقدمة المسيرات الشعبية
وجنازات الشهداء ونستمع لصوتك الجهوري الصادق على دوار المنارة في رام الله وفي
بلدة عرابة وفي المهرجانات والاحتفالات وكنا نلقاك دوما لدى زياراتنا لعائلات
الشهداء والأسرى والجرحى في المستشفيات.
لقد
خسر شعبنا الفلسطيني وحركته الوطنية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبلدتنا عرابة
قائداً وطنياً وشعبياً كبيراً متمترساً في النضال الوطني قائداً شجاعاً وسياسياً
محنكاً اتسم بدماثة خلقه ورحابة صدره وبسعة أفق كسعة مرج ابن عامر وكان مقداماً
وصلباً كصلابة صخور عرابة وكان دوماً يتقدم الصفوف سواء في المعارك أو المظاهرات
الشعبية .وكان يغلب المصالح الوطنية العليا لشعبنا على أية مصالح فئوية أو شخصية
وكان رجل حوار حريصاً على تعزيز وحدة شعبنا وقواه ومؤسساته وكان مخلصا لأفكاره
وعنيداً في الدفاع عنها ويتفانى من أجل تحقيقها وكان صادقاً ومعطاءً مخلصاً
لأصدقائه ورفاقه ويمتاز بنكران الذات ويكره النفاق والوساطة ويحارب الامتيازات
وينأى بنفسه عنها وعن مغرياتها واشتهر بالأمانة وبالدفاع عن المال العام ومحاسبة
كل من كان يتطاول عليه، كان متواضعا وبسيطا كغالبية أبناء شعبه حيث كان ملتصقاً
بهم يحبهم ويتفانى في خدمتهم. سيرته كانت وستبقى ناصعة كبياض الثلج عاش وناضل
واستشهد وهو نظيف اليد واللسان متمسكاً بمبادئه وقيمه المعروف بها في الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين والساحة الفلسطينية وفي عموم الوطن العربي.
اعتقدت
دولة الاحتلال الإسرائيلي واهمة بأنها ستتمكن من توجيه ضربة قاصمة للانتفاضة
باغتيال الرفيق أبي علي مصطفى القائد التاريخي في الثورة الفلسطينية المعاصرة
والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبأنها ستضعف الثورة والجبهة الشعبية
ولكن رد شعبنا كان عظيماً على جريمة الاغتيال الجبانة عندما نزلت الجماهير
الفلسطينية بمئات الآلاف في عموم أنحاء فلسطين والمخيمات الفلسطينية في بلدان
المهجر والشتات تودع قائدها وأمت بيوت العزاء التي فتحت في عموم أنحاء البلاد وفي
التجمعات الفلسطينية في الشتات.
وعبرت
الجماهير الفلسطينية عن تقديرها الكبير للرفيق الشهيد ولدوره البارز والتاريخي في
كفاح شعبنا وعاهدته على التمسك بنهجه الثوري والسير على طريقه بمواصلة الانتفاضة
والمقاومة حتى تحقيق الأهداف التي ناضل واستشهد من اجلها.
وقد
باءت بالفشل الذريع الأهداف التي توختها إسرائيل من وراء اغتيالها للرفيق العزيز
أبي علي مصطفى، فالانتفاضة والمقاومة تصاعدت أكثر وأكثر، مثلما تصاعدت وتواصلت
الانتفاضة الكبرى عام 1988 عندما اغتالت إسرائيل في تونس القائد الكبير الشهيد
خليل الوزير"أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية عضو
اللجنة المركزية لحركة "فتح".
يا
حبيبنا أبا علي مصطفى فارقتنا قبل الأوان، وفي أحلك الظروف ونحن في أمس الحاجة
إليك ولأمثالك هذه الأيام حيث يتعرض شعبنا لحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال
الإسرائيلي بدعم من الإدارة الأمريكية على شعبنا في قطاع غزة ومحافظات الضفة
الغربية وفي مقدمتها القدس المحتلة ويتعرض الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال
الإسرائيلي للتعذيب والقتل والدفن في مقابر جماعية.
إننا
ندعو جميع القوى الفلسطينية للعمل معا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة
التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وبحيث تنظم كل من
حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتلتزم
ببرنامجها، والى مواصلة العمل مع المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي من أجل إلزام
إسرائيل بوقف حرب الإبادة التي تشنها على شعبنا في قطاع غزة وإنهاء احتلالها
العسكري والاستيطاني الاستعماري عن جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في
عدوانها عام 1976، وإطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات من السجون والمعتقلات
الإسرائيلية، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تجسيد دولة فلسطين المستقلة على حدود
الرابع من حزيران عام 1976 بعاصمتها القدس وتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى
ديارهم وممتلكاتهم تنفيذا للقرار الدولي رقم(194).
ويتعرض
الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي للتعذيب والقتل والدفن في مقابر
جماعية. ويتعرض الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي للتعذيب والقتل
والدفن في مقابر جماعية.
إننا
ندعو جميع القوى الفلسطينية للعمل معاً من أجل تحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة
التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وبحيث تنظم كل من
حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتلتزم
ببرنامجها ،والى مواصلة العمل مع المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي من اجل إلزام
إسرائيل بوقف حرب الإبادة التي تشنها على شعبنا في قطاع غزة وإنهاء احتلالها
العسكري والاستيطاني الاستعماري عن جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في
عدوانها عام 1976، وإطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات من السجون والمعتقلات
الإسرائيلية ، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تجسيد دولة فلسطين المستقلة على حدود
الرابع من حزيران عام 1976 بعاصمتها القدس وتامين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى
ديارهم وممتلكاتهم تنفيذا للقرار الدولي رقم(194).
أيها
الرفيق العزيز أبو علي مصطفى، ستبقى خالداً في ذاكرة كل أبناء وبنات شعبك، في
عرابة وفي عموم أنحاء فلسطين وفي مناطق الشتات، ستبقى نبراسا هاديا لرفاقك
ورفيقاتك في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعموم الفصائل الفلسطينية، فقد أورثتنا
تاريخا وتراثا كفاحيا ناصعا لن نحيد عنه وسنواصل الدرب حتى تحقيق أهداف شعبنا
والقيم والمبادئ والديمقراطية التقدمية التي ناضلت واستشهدت من أجلها.
لك
الرحمة يا أبا علي ولكل الشهيدات والشهداء الأبرار الذين عاشوا وناضلوا من اجل
فلسطين واستشهدوا في سبيل حريتها.
والحرية للأسرى والأسيرات، والشفاء للجرحى والجريحات.