وفا- قال مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد أريج للأبحاث التطبيقية بالقدس سهيل خليلية، إن قرار مصادقة حكومة الاحتلال على إقامة بؤرة استعمارية جديدة في منطقة "المخرور" الممتدة ما بين مدينة بيت جالا وبلدة بتير، غرب بيت لحم، مرتبط بشكل واضح بمخطط توسيع مستعمرة "هارجيلو" الجاثمة على أراضي المواطنين الواقعة شمال غرب البؤرة الاستعمارية الجديدة في "المخرور".
وأضاف خليلية لـــ"وفا"، أن منطقة "المخرور" التي تعتبر المتنفس الوحيد لأهالي بيت جالا تبلغ مساحتها الإجمالية قرابة 700 دونم مقسمة بالتساوي ما بين بيت جالا وبلدة بتير، وصولا إلى "الخط الأخضر" .
وأشار إلى أن الأطماع الاستعمارية في منطقة "المخرور" بدأت في عام 2019 من خلال المستعمر "ليور تال" الذي أنشأ البؤرة الاستعمارية في منطقة القصير، وسرعان ما حاول إقامة بؤرة استعمارية ثانية في نفس المنطقة من جهة بتير، تحديدا في منطقة " تل الخمار" لكن تم إزالتها وبقي الحال على ما هو عليه حتى عام 2023.
وقال خليلية: "من خلال البؤرة الاستعمارية القائمة ازدادت الأطماع والاقتحامات لمنطقة المخرور بشكل أكبر من المستعمرين، وفي هذه الأثناء تحولت البؤرة الاستعمارية إلى شبه بؤرة زراعية، حيث كان هناك تخطيط واضح بإقامة بؤرة استعمارية من جهة بتير".
وتابع: "حاليا تغيرت السياسات والإجراءات بعد تولي الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش "صلاحيات" المستعمرين، وإعطائه الموافقات على مخططات وشرعنة البؤر الاستعمارية، من حيث تحديد الميزانيات اللازمة للمستعمرين وتطوير مواقعهم"، مشيرا إلى أنه "منذ مجيء الحكومة الإسرائيلية الحالية تم إقامة أكثر من 35 بؤرة استعمارية وشرعنة أكثر من 15 بؤرة أخرى في مناطق مختلفة من الضفة الغربية".
وأكد خليلية أن ما يجري حاليا في منطقة المخرور (بيت جالا وبتير) ما هو إلا نموذج لسياسة ستفرضها سلطات الاحتلال خلال الفترة المقبلة، وهي شرعنة بؤر استعمارية أكثر وتمكين المستعمرين من الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي، ضمن مخطط أشمل، ومرتبط بشكل واضح مع مخطط توسيع مستعمرة "هارجيلو" شمال غرب البؤرة الاستعمارية في "المخرور".
وأضاف أن مخطط توسيع مستعمرة "هارجيلو" هو جزء من سعي الاحتلال إلى إيجاد نقاط جغرافية استعمارية تربط القدس مع مجمع "مستعمرة غوش عصيون" الاستعماري، كجزء من تحقيق مخطط "القدس الكبرى".
وأردف: "يحاولون فرض جغرافية سياسية جديدة من خلال البؤر الاستعمارية وتوسيع المستعمرات وشبكة الطرق الالتتفافية الاستعمارية، حتى يتم تحقيق المخططات الاستعمارية الأشمل"، موضحا أنه من أجل تدعيم المخططات الاستعمارية فإن الأمر يتطلب إقامة مناطق صناعية جديدة مثل ما يتم حاليا عند مستعمرة "بيتار عيليت " الجاثمة على أراضي بلدات وقرى: حوسان، وواد فوكين، ونحالين، حتى تكون عاملا لجذب المستعمرين إلى المنطقة.
وأشار خليلية إلى أن جزءا من سياسة الاحتلال للاستيلاء على الأرض هو زيادة المساحات التي يعلن عنها أنها "أراضي خضراء" أو "أراضي دولة" بهدف توسيع المستعمرات في المستقبل، إضافة لاستمرار تنفيذ مخطط جدار الفصل والتوسع العنصري، الهادف إلى فصل منطقة "المخرور" عن مدينة بيت جالا، ضمن مخطط "القدس الكبرى" .
يشار إلى الوزير الإسرائيلي المتطرف سموتريتش أصدر قرارا بالتوسع الاستعماري شرق بيت لحم، الأمر الذي سيؤدي إلى هدم حوالي 3000 منزل ومنشأة مختلفة، تم وضعها ضمن الاستهداف.