يتوجه الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) بنداء عاجل لوقف واحتواء الحالة الأمنية المتفاقمة في مخيم ومدينة جنين، والتي باتت تهدد السلم الأهلي والامن المجتمعي وتنذر بانتشار شرر الفتنة بما يشكل خطراً جسيما على وحدة شعبنا ويهدد نسيجه الاجتماعي وصموده في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. ان مخاطر تأجيج الصراع الاجتماعي بين مكونات المجتمع الفلسطيني، خاصة أجهزة الامن الوطني والمقاومين، تمثل تهديداً حقيقيا تواجهه قضيتنا الوطنية في هذه المرحلة.
ان شعبنا الذي يتعرض لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي تستهدف وجوده وقضيته الوطنية عبر تسريع مخططات حكومة الاحتلال في الاستيطان والسيطرة على الارض ومشاريعالضم والتهويد والتهجير، يطالب الجميع بالارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية لمواجهة هذه التحديات المصيرية، وتفويت الفرصة على أعداء شعبنا الذين يسعون الى شطب قضيتنا الوطنية.
ان الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) يدعو الى انهاء الحملة الأمنية التي أطلقتها أجهزة الامن الوطني الفلسطيني ضد ما سمي بالخارجين على القانون، والتي التبست واختلطت خلالها قضايا المقاومين والخارجين عن القانون. فمع تأكيدنا على سيادة القانون وواجب الجهات المسؤولة عن انفاذه في اتخاذ الإجراءات بحق المخالفين وحماية امن المواطنين وممتلكاتهم، فان حماية المقاومة ودورها في مواجهة الاحتلال وعصابات مستوطنيه هو مسؤولية جماعية للكل الفلسطيني. كما ونرفض ان تشكل المقاومة غطاءً وملاذاً لمن يعتدون على المواطنين وممتلكاتهم وحيزهم الخاص ويفرضون سطوتهم على حياة الناس، فالمقاومة الوطنية ظاهرة نبيلة وشريفة لا تقبل ان تتلوث بمعاناة واذى شعبها.
كما يدعو الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) القوى والشخصيات الوطنية والاجتماعية والمؤسسات العامة، الى القيام بواجبها في رأب الصدع وإصلاح ذات البين والمساعدة في حل مسببات الازمة ومنع تداعياتها على مستوى المحافظة وعلى المستوى الوطني، بما يعيد الشعور بالأمن العام والتضامن الاجتماعي والسلم الاهلي بين المواطنين، ويؤدي الى استئناف الحياة الطبيعية الاقتصادية والتعليمية في المخيم والمدينة.
ويطالب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) بإطلاق حوار حقيقي بين مكونات المجتمع الفلسطيني وقواه السياسية والاجتماعية بهدف وضع استراتيجية واضحة للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته المختلفة، بأساليب تعزز صمود الناس ومشاركتهم في النضال الوطني لمواجهة سياسات الاحتلال وفي الدفاع عن حقوقنا الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ان محافظة جنين، بمدينتها ومخيمها وريفها، وإذ مثلت وما زالت القلب النابض للثورة الفلسطينية عبر التاريخ الفلسطيني، وإذ كانت وما زالت رمزا للتضامن والتعاون والسلم الأهلي بين كافة مواطنيها، فإنها قادرة على النهوض والاستمرار برفع شعلة المقاومة والوحدة الوطنية.