قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان مستمر لليوم 642 على التوالي لا ينفصل تماما عن عمليات هدم البيوت المستمرة في مخيمات شمال الضفة الغربية واعتداءات المستوطنين التي تجري هناك بالتزامن مع بناء المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية الأمر الذي يؤكد مجددا أن ما تقوم به إسرائيل هو حرب إبادة ضد عموم الشعب الفلسطيني الهدف الحقيقي الكامن من ورائها هو القضاء على أي شكل من أشكال الكينونة الفلسطينية، بالتالي يجب توجيه أنظار المجتمع الدولي إلى الموضوع الفلسطيني على هذا الأساس وعدم الإنسياق وراء حلول جزئية وآنية تروج لها حكومة أقصى اليمين الإسرائيلية ومن ورائها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الشريكة في العدوان على شعبنا، بل النظر إلى جذر المشكلة وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي وأن المطلوب إنهاء هذا الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها وفقا للقرار الأممي 194.
وأضاف
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" أنه في الوقت الذي يجب فيه التوصل فورا
إلى وقف شامل ودائم لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة والسماح بتدفق سلس وانسيابي
لكل أشكال المساعدات إليه، فإنه يجب في الآن ذاته عدم صرف الأنظار عن العدوان الوحشي
الذي تواصله إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية حيث تستمر عمليات هدم المنازل خصوصا في مخيمات شمال
الضفة، كما تستمر اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم، وتستمر كذلك جرائم
القتل والاقتحامات والمداهمات والاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال بشكل يومي، إضافة
لعمليات بناء المزيد من المستوطنات والبؤر الإستيطانية، ولا ينفصل عن ذلك إطلاقا الحصار
الإسرائيلي المطبق المفروض هناك ونشر المئات من الحواجز والبوابات التي قطعت أوصال
الضفة وعزلتها عن القدس، فضلا عن اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى المبارك
وتحويل المدينة المقدسة إلى أشبه ما يكون بثكنة عسكرية.
وتابع
"فدا": وإذا بالاعتبار استمرار إسرائيل بحجز أموال المقاصة الفلسطينية وسرقة
الجزء الأكبر منها تحت ذرائع كثيرة وواهية سيتضح لنا أكثر طبيعة وشكل وهدف العدوان
الذي صعدت منه تل أبيب غداة السابع من أكتوبر 2023، وهو كما ذكرنا ونعيد التذكير مجددا
يهدف إلى القضاء على عموم الشعب الفلسطيني ومحاربة واجتثاث أي شكل من أشكال الكينونة
الفلسطينية بما في ذلك تقويض السلطة الوطنية ومنع تحولها إلى دولة فلسطينية.
وشدد
"فدا" على أن هذا يتطلب من المجتمع الدولي أن يكون بمستوى مسؤولياته وعلى
رأس ذلك قرن أقواله المتعلقة بالتزامه بمبدأ حل الدولتين ورفض الاستيطان بكل أشكاله
واعتباره غير شرعي بالأفعال، الأمر الذي يعني اتخاذ إجراءات عملية وسريعة لوقف حرب
الإبادة الإسرائيلية على غزة وفي ذات الوقت وقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
والقدس الشرقية، ويرتبط ذلك بشكل فوري ومتزامن العمل على عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية
وإشراف الأمم المتحدة يكون هدفه النهائي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية
الفلسطينية على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية
وضمان عودة اللاجئين وفقا لقرار الأمم المتحدة.
وختم
"فدا": القضية الفلسطينية قضية كفاح عادل يخوضه الشعب الفلسطيني من أجل التخلص
من الاحتلال الإسرائيلي لأرضه ومن أجل إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها
القدس الشرقية وضمان عودة لاجئيه، بالتالي فهي قضية يمتزج فيها الإنساني الذي يعبر
عن المأساة والمعاناة التي كابدها هذا الشعب منذ نكبة عام 48 وحتى تاريخه، لكن جوهرها
وحلها الحقيقي لن يكون إلا سياسيا نقطة البدء فيه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض
الفلسطينية، وكما قاوم شعبنا على مدار أكثر من سبعة عقود كل الجرائم والمخططات الإسرائيلية
فإنه سيستمر بمقاومتها وبشكل أكثر قوة وصلابة، ومعه كل الأحرار والشرفاء من أبناء أمتنا
العربية والإسلامية وفي العالم أجمع.