Adbox

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" الرفيق صالح رأفت أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967 وفي مقدمتها القدس الشرقية هو مطلب أساسي من مطالب شعبنا.

وقال رأفت في تصريح له اليوم الإثنين: "نحن نواصل العمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية من أجل اتخاذ قرارات حقيقية على أرض الواقع، وسنطالب بذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنعقد الشهر الحالي حيث سيتم الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة واتخاذ قرارات من قبل الجمعية العمومية بفرض عقوبات صارمة على دولة الاحتلال الإسرائيلي وفقاً للبند السابع من أجل إلزامها بوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في عموم أنحاء البلاد بشقيها قطاع غزة والضفة الغربية".

وأكد على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا جريمة مكتملة الأركان وفقاً للقانون الدولي فهي قائمة على التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتجويع وسرقة الأرض والموارد والتوسع الاستيطاني مشيراً إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية مقدمة لعدوان أوسع حيث أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن نيتها ضمها في إطار ما يعرف برؤيتها لــ "دولة إسرائيل الكبرى"، لافتاً إلى أن أركان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وعلى رأسها نتنياهو والمتطرفان بن غفير وسموتريتش يدعون بتصريحاتهم العلنية العدوانية إلى إنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويتضح ذلك من خلال مخطط التوسع الاستيطاني في المنطقة E1 بالضفة الغربية بهدف فرض واقع على الأرض ينهي أي تسوية مستقبلية، هذا بالإضافة إلى استمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما تبع ذلك من قتل وتدمير لكامل القطاع من أجل دفع السكان نحو الهجرة القسرية.

وأضاف أن: "شعبنا الفلسطيني سيواصل صموده وسيواجه كل ما يجري بثبات على الأرض رغم كل المحاولات الإسرائيلية لتهجير شعبنا من قطاع غزة والضفة الغربية، ونعمل على تعزيز صموده على أرض وطنه بجهود مكثفة مع الأشقاء العرب وأصدقاء الشعب الفلسطيني حول العالم لمنع التهجير والضغط على إسرائيل من أجل إيصال المساعدات ووقف جريمة التجويع في قطاع غزة التي أودت بحياة المئات، إضافة إلى تفشي الأمراض بين المواطنين لعدم وجود علاج وأية مقومات للحياة".

وأشار رأفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك لدولة الاحتلال الإسرائيلي في كل حروبها التي خاضتها ضد شعبنا وتعمل بشكل ممنهج على تدمير حل الدولتين ومنع إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية عبر تقديم كل أشكال الدعم المادي والسياسي والعسكري لدولة الاحتلال، كما تعمل على تعطيل اتخاذ القرارات في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض "الفيتو" وتشكل مظلة حماية لدولة الاحتلال، لافتاً إلى أن عدم تمتعها بحق النقض "الفيتو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة دفع الرئيس الأمريكي لإطلاق التهديد والابتزاز للعديد من المؤسسات الأممية والدولية نظراً لمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية كما جرى مع محكمة العدل الدولية.

وعبر رأفت عن أمله بأن يكون الطرح الأمريكي الجديد حول هدنة في قطاع غزة جاداً لا مجرد ذر للرماد في العيون؛ منوهاً إلى أن الحراك الدبلوماسي مستمر في كل المؤسسات الدولية ومع جميع الدول في العالم ويعطي نتائج إيجابية ودفع دولاً جديدة للإعلان عن نيتها الانضمام إلى قائمة الدول المعترفة بدولة فلسطين والتي وصل عددها الى 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، مبيناً أن هذه الاعترافات جاءت نتيجة لنضال شعبنا وصموده، وللجهود المكثفة التي تبذلها القيادة الفلسطينية؛ وتعبيراً عن استنكار تلك الدول للجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، موضحاً أن الحراك الدبلوماسي سيستمر وسيعطي نتائج أكثر في الأيام القليلة القادمة وذلك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ستعترف دول أخرى جديدة بدولة فلسطين إضافة للتي أعلنت انها ستعترف أثناء انعقاد الجمعية العامة حيث ستقبل دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 80.

وقال في هذا السياق: "إن الاعترافات الجديدة بدولة فلسطين تحقق الكثير من المكاسب على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني كتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا؛ كما أننا نتمسك بما صدر عن الهيئات الدولية وقرارات الشرعية الدولية التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمة القدس بحيث تضم هذه الدولة قطاع غزة والضفة الغربية"؛ مبيناً أن دولة فلسطين ستشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة وسيمثل سفير فلسطين في الأمم المتحدة دكتور رياض منصور دولة فلسطين والذي سيكون على رأس الوفد المشارك، مشيراً إلى أن الرئيس سيشارك بكلمة عبر الفيديو كونفرونس من خلال منصة زوم [zoom].

وتحدث رأفت أيضا عن المؤتمر الدولي الذي سترأسه السعودية بمشاركة فرنسية من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين والذي تستضيفه نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث نتطلع لإقرار المؤتمر فرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك تعليق عضويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل إلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة وعدوانها على الضفة الغربية.

ولفت في هذا السياق إلى أن الدور الأوروبي بدأ يبتعد عن الفلك الأمريكي عبر استنكار الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني ويقف ضد سياسات الرئيس ترمب المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، ومن المحتمل أن يشكل ذلك الخروج عن السياسة الأمريكية مواقف دولية دبلوماسية وتضامينه حكومية وشعبية واسعة وداعمة للقضية الفلسطينية تدفع بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير سياستها تجاه دولة فلسطين وكذلك يضغط على حكومة الاحتلال من أجل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وقال: "القيادة الفلسطينية على تواصل دائم مع الأشقاء في مصر والأردن بشأن تعزيز المواقف المصرية - الأردنية ومع كل الدول العربية الشقيقة التي أكدت مواقفها الداعمة في الاجتماع الذي عقد على مستوى وزراء خارجية الدول العربية في الجامعة العربية ورفض التهجير والتمسك بكل حقوق الشعب الفلسطيني بالبقاء والثبات على أرضه الوطنية، وسنواصل العمل من أجل عقد اجتماعات مشتركة ما بين الدول العربية والدول الإسلامية بهذا الشأن".

ودعا رأفت الدول العربية الشقيقة لتقديم المزيد من الدعم المادي للسلطة الوطنية الفلسطينية حتى تتمكن من تقديم خدماتها الاجتماعية والصحية والتعليم في ظل قرصنة واستيلاء إسرائيل على المقاصة الفلسطينية.

وفي نهاية تصريحه، أكد رأفت على أن تسارع الأحداث السياسية في المنطقة ونزيف الدم الفلسطيني الذي لا يتوقف في عموم أنحاء البلاد يجب أن يدعو جميع مكونات الشعب الفلسطيني وقواه السياسية للعمل من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والتوحد لمواجهة هذا التحدي العاصف بالقضية الفلسطينية والهادف لاقتلاع شعبنا من أرضه والتصدي للعدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً؛ وجدد رأفت في هذا الصدد دعوته لعقد حوار وطني فلسطيني شامل يضم كل فصائل منظمة تحرير بما فيها تلك التي ليست منضوية فيها من أجل تعزيز الوحدة في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، مؤكداً على أهمية الإسراع في عقد هذا الاجتماع للقوى السياسية الفلسطينية قبل فوات الأوان.

أحدث أقدم