Adbox

الشرق للأخبار - شهدت الأيام الماضية تحركات دولية مكثفة ضمن مساعي إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة ورسم ملامح مسقبل القطاع، إذ اُقترحت العديد من المبادرات وأُعيد طرح خطط سابقة، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تتفق جميعها على إيجاد حل مستدام للأزمة المتصاعدة في القطاع الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، لكنها تختلف في بعض التفاصيل والإجراءات.

وفي إطار التحرّكات الدبلوماسية، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع قادة دول عربية وإسلامية، الثلاثاء، لبحث "إمكانية وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

وشارك في الاجتماع قادة وممثلو 8 دول عربية وإسلامية، وهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ورئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، إلى جانب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.

كما رسّخ مؤتمر "حل الدولتين"، الذي عُقد برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الاثنين، الاعتراف بدولة فلسطين، واعتماد "إعلان نيويورك"، داعياً إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، 

وقالت فرنسا والسعودية في بيان مشترك، إن المؤتمر الدولي رفيع المستوى أسفر عن اعتماد "إعلان نيويورك"، الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتاً، وأشارتا إلى أن "هذا الإعلان الطموح يؤكد الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة كافة".

وشهد المؤتمر إعلان عدد من الدول، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وهي: فرنسا، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورج، وإمارة موناكو، وأندورا، وذلك بعد يوم من إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال.

وفي مستهل الاجتماع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقوبل إعلانه في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصفيق حار.

في المقابل، شاركت ألمانيا وإيطاليا واليابان في المؤتمر، دون أن تعترف أي منها بدولة فلسطين.

ودعت السعودية، دول العالم كافة، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقالت إن "تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة"، وألقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، كلمة المملكة خلال المؤتمر، مؤكداً أن المؤتمر يمثل "فرصة تاريخية نحو تحقيق السلام وتأكيد الالتزام الدولي بتنفيذ حل الدولتين".

وفي شأن ذي صلة بجهود وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، عُقد اجتماع بشأن "اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة" حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وعدد من مسؤولي الدول العربية والأجنبية.

وشهد الاجتماع مناقشة أهمية أن يكون لأجهزة الدولة الفلسطينية "الحق الحصري في امتلاك السلاح"، وأعلنت مصر في هذا الصدد البدء في إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، استعداداً لليوم التالي لحرب غزة.

وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي شارك في الاجتماع، ترحيب مصر، التي ترعى جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بـ"ضمانات أمنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، من خلال دعم دولي، ينسحب ما تقدم بطبيعة الحال على عدم وجود دور لحركة حماس، أو أي فصيل فلسطيني آخر في حكم قطاع غزة، بل أن تقوم جميع الفصائل المسلحة بتسليم سلاحها للسلطة الشرعية وهي السلطة الفلسطينية".

الخطة الأميركية لإنهاء حرب غزة

قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع مع قادة وممثلي دول عربية وإسلامية، في نيويورك، خطة من 21 نقطة، تهدف لإنهاء الحرب الإسرئيلية على غزة، بينما رد قادة وممثلو الدول العربية المشاركين في القمة، بخمسة شروط لدعم تلك الخطة، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن 3 مصادر مطلعة.

وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترمب خطة أميركية، لإنهاء الحرب منذ توليه منصبه في يناير الماضي، فيما ذكرت المصادر أن ردود الفعل داخل القاعة كانت "إيجابية" في مجملها.

وعقد ترمب اجتماعاً مع قادة وممثلي 8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لبحث مسألة وقف الحرب في غزة.

وأفادت مصادر لـ"أكسيوس"، بأن ترمب أبلغ القادة خلال الاجتماع، بضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل، موضحاً أنه يطرح هذه الخطة لأن استمرارها (الحرب)، "يجعل إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية يوماً بعد يوم".

ووفق المصادر، قدّم ترمب مبادئ أميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بصيغة معدلة عن أفكار طُرحت خلال الأشهر الستة الماضية، متضمنة تحديثاً لمقترحات كان قد صاغها صهر ترمب جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وتضمنت هذه المبادئ، الدعوة إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.

كما تضمنت المبادئ، خطة للمرحلة التالية من الحرب، تقوم على إنشاء آلية حكم جديدة في قطاع غزة دون مشاركة حركة "حماس"، إلى جانب تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين، وجنوداً من دول عربية وإسلامية.

كما نصت المبادئ على تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة، وإعادة إعمار القطاع، مع مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية.

الخطة الأميركية لإنهاء حرب غزة

  • الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين.
  • التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
  • انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.
  • طرح خطة لليوم التالي تتضمن إنشاء آلية حكم جديدة في غزة دون مشاركة "حماس".
  • تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية.
  • تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة وإعادة إعمار القطاع.
  • مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية.

5 شروط عربية على خطة ترمب

من جانبهم، قدم القادة العرب مجموعة شروط لدعم الخطة الأميركية، شددوا خلالها على ضرورة أن تمتنع إسرائيل عن ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، وألا تحتل أي مناطق في القطاع، وألا تُنشئ مستوطنات فيه.

كما طالبوا بوقف الممارسات الإسرائيلية، التي تقوّض الوضع القائم في المسجد الأقصى، إلى جانب زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة.

شروط عربية أمام "خطة ترمب" بشأن غزة

  • ضرورة منع إسرائيل من ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة.
  • منع إسرائيل من احتلال أي مناطق في القطاع.
  • منع إسرائيل من بناء مستوطنات في غزة.
  • وقف الممارسات الإسرائيلية التي تقوّض الوضع القائم في المسجد الأقصى.
  • زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة.

الخطة العربية لمستقبل غزة

وفي إطار المبادرات الرامية إلى تحديد خارطة الطريق لما بعد إنهاء الحرب على غزة، أكد قادة دول عربية وإسلامية، خلال الاجتماع مع الرئيس الأميركي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع، استناداً إلى الخطة العربية الإسلامية، التي طرحتها مصر في مارس الماضي، واعتمدتها القمة العربية الطارئة.

وشدّد المشاركون في الاجتماع على ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية باعتباره "الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم"؛ فضلاً عن الترتيبات الأمنية، وتقديم مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية، معربين عن التزامهم بالعمل معاً لإعادة بناء حياة الفلسطينيين في غزة.

الخطة العربية لمستقبل غزة

  • تتألف الخطة من 112 صفحة تضم خرائط لمشروعات إعادة الإعمار.
  • ترسم الخطة الملامح العمرانية والخدماتية لمستقبل القطاع.
  • الكلفة التقديرية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة 53 مليار دولار.
  • الإطار الزمني للخطة ينقسم إلى مرحلتين الأولى للتعافي المبكر وتستغرق 6 أشهر ثم إعادة الإعمار خلال 5 سنوات.
  • تقدر الخطة إجمالي الأضرار المادية في غزة بـ29.9 مليار دولار.
  • تُقدر الخطة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية بـ19.1 مليار دولار.
  • تقدر الخطة أن حجم الركام في غزة يبلغ 50 مليون طن.
  • تشمل الخطة مشروعات إسكان وحدائق ومطاراً وميناءً تجارياً ومركزاً للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ.
  • تنص الخطة على أن يتولى الفلسطينيون إعادة الإعمار وتشدد على ضمان بقائهم في أرضهم.
  • وجود ضمانات أمنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء من خلال دعم دولي.
  • عدم وجود دور لحركة "حماس" أو أي فصيل فلسطيني آخر في حكم قطاع غزة.
  • جميع الفصائل المسلحة تُسلّم سلاحها للسلطة الشرعية المتثملة بـ"السلطة الفلسطينية".

أحدث أقدم