وفا-
هذه واحدة من الحالات النادرة التي يقوم بها الاحتلال بتجريف أراض زراعية، وتدمير
خطوط مياه في مناطق مستهدفة في توقيت غير معتاد.
جرافات
الاحتلال انتظرت، يوم أمس الثلاثاء، أن يلقي الظلام ظلاله على أراضي سهل الرأس
الأحمر، في الأغوار الشمالية، لتجريف طريق ولتدمير أحد الخطوط الناقلة للمياه في
المنطقة.
ويستفيد
المواطنون من أراضي الرأس الأحمر، أحد امتدادات سهل البقيعة التاريخي، من خطوط
المياه في الزراعة المروية، بعد أن توفرت المياه في المنطقة منذ سنوات.
غير
أن الاحتلال لم يجعل مركب الزراعة والاستثمار، والبقاء في هذه المناطق سائرا، فهو
يعمل بخطة مدروسة على إفراغها من أصحابها.
والليلة
الماضية، اقتحمت أربع جرافات، ترافقها قوة احتلالية منطقة الرأس الأحمر الزراعية،
وجرفت طريقا، ودمرت خط مياه ناقل.
ويقول
مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات: " بلغت طول الطريق العسكرية
التي شقتها جرافات الاحتلال 2.5 كم، يصل من الشارع الرئيسي لخربة الرأس الأحمر الى
منطقة "مشيبك"، التي قام الاحتلال بتصنيفها منطقة عسكرية، وطول الخط
الناقل للمياه 1.5 كم بقطر 6 انش.
وليست
هذه المرة الأولى التي تدمر فيها قوات الاحتلال خطوطا ناقلة للمياه في هذه
المناطق، ففي العام الماضي أيضا اعتدت آليات الاحتلال على خطوط مياه.
وتعتبر
المياه عمودا فقريا من أعمدة الاقتصاد الوطني، خصوصا فيما يتعلق بموضوع الزراعة
المروية، ولوحظ اليوم مساحات واسعة من الأراضي قيد التجهيز للزراعة، وأخرى ينتشر
فيها مواطنون لزراعتها.
واقفا
بجانب خط المياه المدمَّر، قال صقر بني عودة، أحد سكان المنطقة الذين شهدوا عملية
التدمير: " تقريبا قبل الساعة الحادية عشر بقليل اقتحمت قوة احتلالية المنطقة
(...)، كنا نظن أن هناك اعتقالات في المنطقة، لكن تبين أنه تجريف أراضٍ وتدمير
خطوط مياه.
في
المنطقة التي تقع بالقرب من مستوطنتي "بيكاعوت" و "روعيه"،
تسكن عائلات فلسطينية تعتمد في حياتها على تربية المواشي وتعتمد بشكل كبير على
المياه في بقائها خاصة مع موجات الحر الأخيرة.
قال
بني عودة: "هذا الخط يساعدنا في جلب المياه لمواشينا، الصيف هنا شديد في هذه
الأيام، ولا يمكن تصور الحياة دون مياه".
وكان بعض أصحاب المواشي يجوبون بمواشيهم سفوح
الجبال القريبة من خيامهم، للاستفادة من "القش" الموجود فيها.
وتنشط
أيضا منذ سنوات حركة زراعة مروية قوية في المنطقة الخصبة، وسنويا تدر هذه المناطق
في خانة الاقتصاد الوطني الكثير.
يقول
موفق دراغمة أحد المزارعين المتضررين من تدمير خط المياه: "هذا الخط يغذي
مئات الدونمات، الاحتلال يريد أن يفرغ
الأراضي من سكانها، في المقابل المستوطنون
في بيوتهم المقامة على أراضينا ينعمون بالمياه، ونحن نواجه آلة حرب تعسر علينا
متطلبات الحياة كلها".
يقول
رئيس مجلس قروي عاطوف والرأس الاحمر، أحمد اشتية: " أهداف الاحتلال واضحة
للجميع: ترحيل المواطنين من أراضيهم، وإفراغ الأغوار من مالكيها.
وأعلن
الاحتلال الرأس الأحمر منطقة عسكرية مغلقة، خلال عملية التدمير التي قامت بها
جرافات الاحتلال، الليلة الماضية.
وفي
سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، خطوط مياه تغذي قرية
فروش بيت دجن شرق نابلس.