Adbox

جريدة القدس- حديث القدس/ قلنا وما زلنا نقول إن هدف إسرائيل من وراء اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك ليس فقط تقسيمه مكانيا بعد ان قسمته زمانيا، بل وأيضا العمل على هدمه لإقامة الهيكل المزعوم مكانه، حيث جرى ويجري العمل ليل نهار من أجل هذا الهدف عبر طرق ووسائل مختلفة من أبرزها الأنفاق التي قامت بحفرها أسفله والتي تهدد أساساته أمام أية هزات أرضية قادمة لا سمح ولا قدر الله.
كما أن سلطات الاحتلال تسعى إلى تحويل الصراع في المنطقة من صراع سياسي إلى صراع ديني قد لا يبقي ولا يذر، خاصة وان العالم عانى في السابق من مثل هذا الصراع وخاض الحروب التدميرية بسبه وإلا ما معنى إقرار بلدية القدس الإسرائيلية مؤخرا، وبضغوط من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والأكثر يمينية بنيامين نتنياهو، خطة لتوسعة الساحة المختلطة في الجانب الغربي من حائط البراق الذي هو حائط المسجد الأقصى المبارك باعتراف لجنة تحقيق دولية منذ ما يقارب القرن.
ومن قبل ذلك موافقة محكمة إسرائيلية على قيام اليهود المتطرفين وغيرهم بإقامة شعائر دينية في المسجد الأقصى الذي هو مسجد إسلامي خالص لا يحق لغير المسلمين الصلاة فيه.
إن تحويل الصراع إلى صراع ديني شامل سيجلب المزيد من الدمار للمنطقة لأن الأمتين العربية والإسلامية لا يمكنهما السكوت على ذلك مهما طال الزمن أو قصر ويمتد هذا الصراع الذي لا تحمد عقباه إلى أرجاء العالم قاطبة وستستغله الحركات الإرهابية لتنفيذ مخططاتها التدميرية.
ومن هنا فإن على العالم قاطبة التدخل لوضع حد لتهور الاحتلالي الذي سيجر من خلال سياسته العدوانية والعنصرية المتطرفة المنطقة إلى حروب لا نهاية لها على المدى المنظور.
ومن البديهي أن خطوة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها تشجع حكومة نتنياهو العنصرية على استغلال ذلك من أجل تنفيذ سياستها في مواصلة تهويد القدس الشرقية بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك الذي يتم الاعتداء عليه يوميا من خلال السماح للمستوطنين بدخوله تحت حماية الشرطة الإسرائيلية التي تعتقل وتبعد عن المسجد والمدينة المقدسة كل من يحاول أو يعمل على التصدي للمستوطنين والدفاع عن الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
صحيح أن الظروف الحالية مجافية لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، إلا أن شعبنا الذي دافع ويدافع عن الأقصى وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية ليس في القدس فقط وإنما في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وداخل إسرائيل سيواصل دفاعه لردع الاحتلال وإفشال مخططاته، كما فعل أثناء معركة البوابات وغيرها من المعارك التي يفتعلها الاحتلال بهدف الاستيلاء على الأقصى المبارك.
ومن واجب المجتمع الدولي العمل بصورة واضحة وجلية ضد سياسة حكومة الاحتلال الخرقاء المدعومة من إدارة الرئيس ترامب، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار.
فتحويل الصراع السياسي إلى ديني له عواقب وخيمة ستطال الجميع وستحرق الأخضر واليابس، فليتحرك الجميع قبل فوات الأوان ولتتوحد الساحة الفلسطينية لمواجهة هذه الاعتداءات وما يُعدّ للمسجد الأقصى المبارك والقدس والمناطق المحتلة بدعم ومساندة من إدارة الرئيس ترامب المتماثلة مع سياسة دولة الاحتلال.
فحذار من تحويل الصراع السياسي إلى ديني من قبل دولة الاحتلال التي لا تقدر عواقب الأمور.
أحدث أقدم