Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ في ضوء المؤامرات التي تحيط بقضية شعبنا من كل حدب وصوب، وفي ضوء التصعيد الاحتلالي المتواصل ضد أهلنا في قطاع غزة والذي يؤدي يوميا إلى وقوع شهداء أو جرحى أو الاثنين معا، وفي ضوء الأوضاع العربية البائسة، والحروب التدميرية، وهدر الأموال على الاقتتال، فإن الساحة الفلسطينية بحاجة ملحّة وعاجلة لوحدة الصف الوطني، لمواجهة تحديات المرحلة، فدولة الاحتلال لا يؤتمن جانبها، وكم من مرة، بل دائما تخرق الاتفاقات وتتحدى القرارات والقوانين والأعراف الدولية مستغلة بذلك الانقسام الفلسطيني كمنفذ لها وللإدارة الأميركية لمحاولة تنفيذ مؤامرة تصفية قضية شعبنا الوطنية.
وأبرز مثال على ذلك خرقها اليومي للتهدئة التي توسطت بها مصر ومبعوث الأمم المتحدة، ولم تصمد هذه التهدئة سوى ساعات معدودة، حيث قامت دولة الاحتلال ولا تزال بقصف أهداف ومواقع وتجمعات شبان بالطائرات والمدفعية، مما أدى أمس فقط إلى وقوع إصابات إلى جانب شهيد استشهد متأثرا بجراحه التي أصيب بها امس الأول الجمعة.
فأي اتفاق مع دولة الاحتلال، سواء كان عبر وسطاء أو غير ذلك، فإن مصيره الفشل ويأتي على حساب وحدة الصف الوطني، فبالنسبة لإسرائيل، وخاصة في ظل حكومة اليمين المتطرف والعنصري، لا شيء مقدسا عندها مع الجانب الفلسطيني وحتى مع الدول العربية التي وقعت معها على اتفاقات سلام علنية وغير علنية.
واعتقد ان حركة حماس لا تنقصها معرفة بدولة الاحتلال، ولذا فإن أي موافقة على الهدنة سيكون ثمنها باهظا، وهو تكريس الانقسام السياسي والجغرافي وهو ما ترمي إليه إسرائيل من وراء محاولاتها إغراء حركة حماس من خلال طرحها تحسين ظروف الحياة في القطاع مقابل الهدنة.
فهناك اتفاق غير مباشر في أعقاب عدوان ٢٠١٤ على القطاع، من اجل إعادة إعمار ما دمره العدوان وتحسين ظروف الحياة الإنسانية، إلا ان جميع هذه الوعود سواء من جانب دولة الاحتلال او العديد من الدول المانحة قد ذهبت أدراج الرياح.
وإذا كانت دولة الاحتلال لم تلتزم باتفاق أوسلو رغم انه ينتقص من حقوق شعبنا الوطنية وماضية منذ توقيعه قبل حوالي ربع قرن على خرقه، وعدم تنفيذ ما وقعت عليه، فما بالكم بأي اتفاق غير مباشر من أجل الهدنة وسواها، فالأمور واضحة، خاصة خرق إسرائيل لصفقة تبادل الأسرى وإعادة اعتقال العشرات من الذين أطلق سراحهم في هذه الصفقة تحت حجج وادعاءات باطلة ومكشوفة.
إن الشيء الهام والذي له الأولوية على ما عداه هو أن هذا الانقسام الأسود وإعادة الوحدة السياسية والجغرافية للساحة الفلسطينية، بعد أن أعيدت هذه الوحدة ميدانيا حيث يشارك الجميع في المقاومة الشعبية سواء في قطاع غزة من خلال مسيرات العودة أو من خلال المسيرات الأسبوعية في الضفة الغربية.
إن شعبنا الذي يثبت يوميا وحدته الميدانية، تواق للوحدة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لمواجهة المؤامرات والتحديات التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية.
فالقوانين العنصرية التي تسنها دولة الاحتلال هدفها التمهيد لطرد شعبنا من أرضه وبلده من خلال التهويد والمصادرة والاستيطان والقتل والممارسات الأخرى المعروفة والتي يمارسها الاحتلال الاقتلاعي يوميا.
فليكن الجميع على قدر المسؤولية الوطنية، فالتاريخ لا يرحم من يكرس الانقسام ويماطل في تحقيق وحدة الصف الوطني، فلن تقوم لنا قائمة بدون وحدة الكلمة والموقف والاستراتيجية الواحدة وبرنامج العمل المشترك.
أحدث أقدم