Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ الجريمة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين شمال شرق رام الله قرب حاجز بيت إيل بإطلاق النار بكثافة على سيارة فلسطينية دون أي مبرر مما أدى الى استشهاد الفتى قاسم العباسي، ومسارعة ناطق باسم جيش الاحتلال الى الزعم بأن السيارة حاولت اقتحام حاجز عسكري، ثم تراجع الجيش أمس وإعلانه أنه سيفتح تحقيقا في «ظروف الحادث» وذلك بعد أن أكد شهود عيان أن مستوطنين أطلقوا النار على السيارة بعد أن طلب أحد جنود الاحتلال من سائق السيارة التراجع ووجهها الى المكان الذي تواجد به المستوطنون المسلحون، هذه الجريمة تؤكد أولاً مدى وحشية الاحتلال ومستوطنيه ومدى استهتارهم بحياة الفلسطينيين، كما تؤكد ثانيا على كذب الروايات التي يطلقها الجيش الإسرائيلي بعد كل جريمة من هذا النوع للتستر على مرتكبيها سواء أكانوا جنودا أو مستوطنين.
كما تتجلى وحشية الاحتلال بقيام دورية لشرطة الاحتلال وبعد أن اطلق الرصاص بكثافة على السيارة وأصيب الشهيد العباسي بالاعتداء على ركاب السيارة بمن فيهم الشهيد نفسه بأعقاب البنادق واجبارهم على النزول من السيارة وإنزال الفتى الشهيد منها وقيام سيارة إسعاف إسرائيلية باختطاف جثمان الشهيد.
إن ما يجب ان يقال هنا أولاً انه وعلى ضوء مدى وحشية هذه الجريمة التي شارك في ارتكابها الجيش الإسرائيلي والشرطة والمستوطنون فإن هذا الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة كما أكدت الحكومة وعائلة العباسي امس، ومن العدالة إجراء تحقيق محايد لمحاسبة ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة، التي يجب ان تطرح أيضا في مختلف المحافل الدولية، حتى يدرك هذا الاحتلال ومستوطنوه ان جرائمهم تلك لا يمكن ان تنتهي دون حساب أو عقاب.
ومن الواضح ان هذه الجريمة الجديدة تأتي في إطار مسلسل التصعيد الاحتلالي الواضح ضد شعبنا في الأراضي المحتلة الذي ارتكبت خلال قوات الاحتلال سلسلة من جرائم القنص والإعدام الميداني راح ضحيتها شبان وفتية وأطفال وفتيات ومسعفين وصحفيين ومقعدين سواء في الضفة أو قطاع غزة بعد ان اعتقد الاحتلال واهما ان مثل هذه الجرائم قد تنال من عزيمة شعبنا وإصراره على التمسك بحقوقه والبقاء منزرعاً في وطنه ومواصلة نضاله من الحرية والاستقلال.
كما ان مايجب ان يقال هنا كما أكدت عائلة العباسي في مؤتمرها الصحفي امس وكما أكدت الحكومة في بيانها ان شعبنا سيبقى صامدا منزرعاً في ارض وطنه وعلى ثرى هذه الأرض المقدسة، ومن الأجدر بهذا الاحتلال البشع ومستوطنيه أن يعودوا قليلا الى الوراء حتى يدركوا ان مختلف أساليب القمع الوحشية، بما فيها تكسير العظام والعقوبات الجماعية كالحصار والاغلاقات وهدم المنازل ومختلف أساليب الترويع، لم ولن تكسر إرادة شعبنا ونضاله العادل من اجل الحرية والاستقلال.
والسؤال الذي يطرح هنا والذي يجب ان تجيب عليه العواصم الغربية وفي مقدمتها واشنطن التي طالما تتشدق بشعارات الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والتي طالما رفعت صوتها عندما يجرح مستوطن غير شرعي في الأراضي المحتلة، أين هي الآن من هذه الجريمة الجديدة، وأين هو صوتها من كل الجرائم المماثلة التي ارتكبها الاحتلال ومستوطنوه.
وأخيراً، فإن ما يجب ان يقال هنا ان المطلوب من كافة المستويات الفلسطينية الرسمية والفصائلية، إثارة هذه الجريمة في عامة المحافل الدولية وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، بانتظار الجريمة القادمة لا قدار الله. فالدم الفلسطيني ليس رخيصا وهو ما يجب ان يدركه هذا الاحتلال ومستوطنوه وحليفتهم الكبرى إدارة ترامب وبعض العواصم الغربية التي لا زالت تلتزم الصمت.
أحدث أقدم