Adbox

تحل غدا الأربعاء الذكرى الحادية والسبعين لنكبة وتهجير شعبنا على ايدي عصابات الاجرام الصهيونية.. ويتزامن حلول هذه الذكرى بكل ما تحمله من ألم لشعبنا ومؤشر على الظلم لحق به ولا يزال، بما في ذلك من المجتمع الذي يسمي نفسه (المجتمع الدولي)، بسبب جبنه وتقاعسه ــــ يتزامن حلولها هذا العام مع جملة من التحديات والمهام والأسئلة التي تطرحها المؤامرة  الامبريالية-الصهيونية-الرجعية والتي باتت تعرف باسم ( بصفقة القرن)،وبات واضحا من الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة الامريكية أنها تأتي لتصفية القضية الفلسطينية، فلا شرعية دولية لهذه الخطة، ولا مرجعية لها في قرارات وقوانين الامم المتحدة، وهي تفتقر في جوهرها لأي بعد اخلاقي؛ فاسمها تجاري يعبر عن المساومات والصفقات وقد خبر شعبنا على مر مسيرة نضاله الطويل الكثير منها فرفضها واستطاع اسقاطها.
إن إجماع فصائل وقوى ومؤسسات ومنظمات وهيئات شعبنا الرسمية والأهلية على رفض الصفقة المشبوهةالمشار إليها هو الأساس لتعزيز وحدة شعبنا وتمتينها واستعادة لحمته النضالية، وهو الاساس كذلك للعودة للحوار الوطني الشاملورأب الصدع وايجاد السبل الوطنية الخلاقة للاتقاء والعمل من أجل مشروع وطني ورؤية موحدة لتجسيد حق شعبنا في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والاقرار بالشرعية الدولية اساساً لأي حل سياسي.
إننا في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" لنجدد دعوتنا في هذه المناسبة، مناسبة الذكرى الحادية والسبعين للنكبة، إلى فتح باب الحوار  بين مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني على مصراعيه والتيقن أن الحقيقة ليست حكرا على طرف دون آخر وأن التراشق الاعلامي وتبادل السباب والتهم، صغيرة كانت أم كبيرة، لا يخدم إلا أعداء شعبناومن شأنه تعميق الخلافات الداخلية، وهو يصب كذلك في خدمة تنفيذصفقة القرن المشبوهة عبر  تكريس الانقسام وتعزيزه وتأليب التناقضات بين مختلف الفرقاء.
اننا في "فدا" وإذ نستذكر سني العذاب والنضال والتضحية التي تعمدت بدماء آلاف الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى الذين عقدوا العزم منذ البداية، من اليوم الأول للنكبة وحتى ما قبل ذلك لفترة تمتد لحقبة الانتداب البريطاني البائد، على تحرير البلاد وعلى التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الاطار الوطني الأوسع لكل القوى والتيارات، وأنها هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ايمنا حل وأينما كان.. إن ذلك ليؤكد قناعاتنا بأن لا بديل عن الحوار وتعزيز نقاط الالتقاء الكثيرة، كما يزيد ثقتنا بالنصر الذي لا مصدر له إلا قوة وإرادة وعزيمة شعبنا التي لم تلن له قناة في يوم من الأيام.
وإذ لا يفوتنا في "فدا" أن ننتهز مناسبة شهر رمضان المبارك لنهنىء شعبنا بحلوله، فإننا نهيب بكل قوانا اغتنام عنصر القوة التي يوفرها الشهر الفضيل والتلاحم والتكاتف والتضامن الذي يسود بين أبناء شعبنا خلاله للتأكيد على أن مدينة القدس هي قلب وطننا النابض وعاصمة دولتنا العتيدة واننا نرفض قررات الادارة الامريكية تجاههاولا نقبل بحال من الأحوال المس بمقدساتها المسيحية والاسلامية على حد سواء، كما نؤكد مع تمسكنا بحقوقنا الكاملة بالدولة والاستقلال الناجز والعودة، إدانتنا للاعتداءات الاجرامية المتكررة على أبناء شعبنا في قطاع غزة الحبيب، وندين في الوقت ذاته هرولة بعض الانظمة العربية للتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال ونرى في ذلك خيانة لفلسطين ولقضايا الأمة والشعوب العربية وتطلعاتها.
التحية لأبناء شعبنا على امتداد فلسطين التاريخية وفي بلدان المهجر والشتات وفي المقدمة لأبناء شعبنا في مخيمات الصمود والعودة في داخل الوطن وخارجه
عاش نضال شعبنا الباسل من أجل الحرية والاستقلال الناجز والعودة
المجد والخلود للشهداء.. الشفاء العاجل للجرحى.. والحرية لأسرى الحرية
وإننا حتما لمنتصرون
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"
                                                                                                                                14/5/2019
أحدث أقدم