Adbox

وفا- تعد قضية الأسرى الفلسطينيين من أهم القضايا الانسانية التي وصلت الى المحافل الدولية والتي تندرج ضمن قضايا الحل النهائي مع الاحتلال الاسرائيلي.
الوضع داخل السجون الاسرائيلية، يتفاقم كثيرا، خاصة أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني قد مر بتجربة الاعتقال داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967، معظمهم تعرض لأشد حالات العنف الجسدي أو النفسي، خصوصا الأطفال عند الاعتقال وأثناء التحقيق، وعدد كبير من الأسرى تفاقم وضعه بعد اطلاق سراحهم.
وحسب شهادات عدد من الأسرى المحررين، فإنهم يحتجزون داخل زنزانة أسفل الأرض، مساحتها لا تتجاوز المتر ونصف المتر، عدد الاسرى يكون فيها أكثر من 20، عدا عن وجبة الطعام التي تقدم يومياً بنفس المعايير والمذاق السيئ، دون السماح بإدخال أي  صنف من الطعام، إضافة إلى ارتداء ملابس معينة وبمعايير لا تتجاوز المسموح.
لا يتوقف الأمر عند وضع الزنزانة، بل يمتد إلى أفراد عائلة الأسير، وعند مجيء أحد منهم للزيارة يتعرض لأشد حالات الاذلال والخضوع والتفتيش لساعات طويلة، وبعدها يكون اللقاء من خلف "الشبك"، في لقاء لا تتجاوز مدته الأربعين دقيقة.
يتعرض الأسرى عند اعتقالهم لأشد حالات التنكيل والضرب، وعند سجنهم يتفاقم العنف بحقهم، وبعد الخروج من السجن يصابون بحالات نفسية أو أمراض عدة.
وقال أحد الأسرى المحررين والذي اعتقل عام 2010: "جلست في زنزانة صغيرة جداً يكاد جسدي يموت من الحر، خاصة أن اعتقالي كان في شهر تموز، عدا عن الشريط الاسود الذي يغطي عينيّ حتى لا أرى شيئاً، أجلس مع نفسي ساعات طويلة أبكي من الخوف، يداي مكبلتان لا أقدر أن أمسح حتى دموعي، أحاول أن أتماسك، وعندما يقومون بإخراجي من الزنزانة، كنت أشعر بالفرح والسعادة كما لو أنهم أفرجوا عني، لكن اتفاجأ بعدها بحفلة تحقيق ضرب وشتائم".
وتابع: "حاولت السيطرة على نفسي لأسبوع كامل داخل الزنزانة، بعدها تم نقلي الى غرف السجن، وكان رقم غرفتي 14، حاولت كثيرا أن أتعايش مع الاسرى ولكن المساحة الضيقة لم تكن تتسع، ولم أكن أعلم أن كل ليلة تكون هناك هجمة شرسة من قبل الاحتلال داخل غرف للتفتيش، وكنا نتعرض لأشد حالات الانتهاك من تكبيل وضرب وتغطية لأعيننا خلال التفتيش، ليأتي بعدها كلب بوليسي ينهش أجسادنا،  ولا أجد من يعالجني من ألم سيستمر طول حياتي، خرجت من السجن وأنا مريض، كنت احاول أن أجد الحلول لأسجل بجامعة لأتعلم، فوجدت نفسي أريد الانتحار!!.
وأكد الأسير المحرر الذي قضى أكثر من 7 سنوات في سجون الاحتلال، "مرارا وتكرارا فكرت بالانتحار ولكن أصدقائي لم يتركوني وحيدا، حتى بدأت بالعلاج عند طبيب نفسي لنسيان آثار ما عانيته".
بدوره، قال مدير نادي الاسير قدورة فارس: "عملية العنف تبدأ من لحظة الاعتقال واقتحام منزل الأسير، بعدها تتم ممارسة العنف والتعذيب في "البوسطة" عند نقله إلى المعتقل، حيث إن أكثر عمليات العنف تمارس فيها، ويتناوب السجانون الذين يتولون أمر الاسرى، ممارسة العنف والضرب بوحشية بحقهم، وكثير منهم تعرضوا للكسور عند نقلهم لكثرة وقوعهم على الأرض".
وأضاف، "أما بالنسبة للاعتداءات داخل السجون، فهي تكون جماعية، وإذا احتج أسير يتعرض الكل للعنف، فيقومون بضربهم بالغاز ومسيل الدموع، رغم أن هذه القنابل مكتوب عليها أنها تستخدم فقط بالأماكن المفتوحة".
وتابع فارس: "عند الاقتحام يتم ربط جميع الاسرى وضربهم بالبنادق عدا عن استخدام الكلاب البوليسية، وآخر الاعتداءات ما جرى في سجن النقب قسم 4، وتم الاعتداء على جميع الأسرى وعددهم 120 أسيرا، وأصيبوا بإصابات مختلفة، نقل عدد منهم للمستشفيات".
كما تعرضت عدة أسيرات للعنف خلال اعتقالهم، كما جرى مع الأسيرة اسراء جعابيص (31 عاما)، التي تم اعتقالها بعد حريق نشب في سيارتها وأصيبت على اثره بحروق من الدرجات الأولى والثانية والثالثة في مختلف أنحاء جسدها، وفقدت ثمانية أصابع من يديها، وأصيبت بتشوهات في منطقة الوجه والظهر، وتم الحكم عليها بالسجن 11 عاما.
كما أن هناك أمراضا لا يتم كشفها عند الأسرى داخل المعتقلات، بسبب الاهمال الطبي، وعدم تقديم ما يلزم، وبعد الخروج يكتشفون أمراضا مختلفة، مثل ما حصل مع الأسير محمد بشارات من طوباس الذي خرج من الأسر قبل اسبوعين بعد 16 عاما من الاسر، حيث نقل الى المستشفى واكتشف انه مصاب بالسرطان ووضعه الصحي مترد جدا.
وحسب هيئة شؤون الاسرى والمحررين، يتجاوز عدد الأسرى المرضى 750 يشتكون من أمراض مختلفة، 200 منهم حالتهم حرجة، وأكثر من 40 يعانون من أمراض متفشية كمرض السرطان، و65 اسيرا يعانون من أمراض نفسية، إضافة الى العشرات الذين يعانون حالات حرجة كإصابات الرصاص الحي خلال عملية الاعتقال، كما فقد البعض منهم أرجلهم أو ايديهم وحتى عدم قدرتهم على الحركة، نظرا لتدهور وضعهم الصحي وعدم الاعتناء بهم.
أحدث أقدم