Adbox

جريدة القدس - حديث القدس - تعتقد دولة الاحتلال الإسرائيلي بأن سياساتها ضد شعبنا والمتمثلة بالانتهاكات اليومية من اقتحامات واعتداءات وعقابات جماعية وهدم منازل ومصادرة الأراضي والمس بالمقدسات في مدينة القدس وغيرها .. الخ من ممارسات تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان تحت الاحتلال، يمكنها أن تثني شعبنا عن نضاله الوطني من أجل استرداد كافة حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وبعكس ما تعتقد دولة الاحتلال وأجهزتها ومستوطنوها، فان مثل هذه السياسات لن تزيد شعبنا سوى الإصرار على مواصلة مسيرته الوطنية التحررية والتشبت بالثوابت الوطنية، وبالمنجزات التي حققها طيلة سنوات نضاله المعمدة بالتضحيات الجسام من شهداء وجرحى وأسرى.
وهناك قاعدة علمية تقول إن كثرة الضغط تولد الانفجار، ولذا فان مواصلة الاحتلال لهذه السياسات القمعية والمعادية، لن تنتج سوى المزيد من حالة العداء بين الطرفين، وتؤسس لانفجار قد يبدأ في أية لحظة مواتية، ولن تستطيع دولة الاحتلال وغيرها التحكم بمصيره ونهايته، بل إن شعبنا هو الذي سيعرف متى يبدأ ومتى يتوقف، وهذا التوقف مرتبط بتحقيق أهدافه الوطنية.
وكما تفجرت انتفاضة الحجر عام ١٩٨٧م، وعام ٢٠٠٠ انتفاضة الأقصى حيث جاءنا في أعقاب الانتهاكات الاعتداءات الاحتلالية على شعبنا وسلطته الوطنية وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.
فالظروف الموضوعية المتمثلة بالانتهاكات والاعتداءات الاحتلالية على شعبنا وما تمارسه من عقوبات جماعية، خاصة في بلدة العيسوية المقدسية وغيرها من البلدات وافتتاح النفق أمس الأول في القدس والذي يهدد أساسات المسجد الأقصى ومنازل المواطنين التي تصدعت وأصبحت آيلة للسقوط في أية لحظة، وغيرها من الانتهاكات على الحواجز والاعتقالات والاعتداءات على الأسرى وعلى عدد من ممثلي شعبنا، أصبحت ناضجة لاندلاع انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة كما توقع العديد من المسؤولين الإسرائيليين انفسهم كما أن سياسات الإدارة الأميركية المتصهينة اكثر من الصهيونية بقيادة الرئيس ترامب هي الاخرى عامل أساسي في احتمال اندلاع الانتفاضة الجديدة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة وان دولة الاحتلال الى جانب حل هذه الانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية، ترفض السلام وتعمل على وأد حل الدولتين لشعبين إن لم نقل أنها وأدت هذا الحل الذي دعت وتدعو إليه معظم دول العالم.
وتستمد دولة الاحتلال هذه السياسات من دعم الولايات المتحدة الأميركية العلني والمكشوف لها، دون أي حراك من قبل غالبية الدول العربية، باستثناء إصدار بيانات الشجب والاستنكار التي أصبحت لا تسمن ولا تفي من جوع، بل على العكس من ذلك فان دولة الاحتلال وبدعم أميركي تعمل على تطبيع علاقاتها مع دولة عربية دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية وقد رأينا مؤخرا مثل هذا التطبيع مع دول عربية تحت ستار محاربة ايران.
إن شعبنا يقف اليوم على أعتاب انتفاضة جديدة ستعيد للقضية اعتبارها وتهزم كل المؤامرات وخاصة صفقة القرن أو ما تسمى "فرصة القرن" حسب زعم كوشنير.
أحدث أقدم