(لا صوت يعلو فوق صوت الدم المسفوح على أرض غزة)،
نقولها اليوم في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" بمناسبة حلول الذكرى
31 لوثيقة إعلان الاستقلال، كما قال شعبنا وفصائله الوطنية عام 1987 في بيانات القيادة
الوطنية الموحدة للانتفاضة (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة)، ومنذ ذلك التاريخ وحتى
الآن تكفلت الوقائع الصلدة والصلبة على الأرض بدحض وتخطئة تجربة من حاول حرف مسيرة
النضال الوطني الفلسطيني من مرحلة لا زالت تحمل في سماتها العامة (مرحلة التحرر الوطني)
إلى مرحلة بناء وتنمية واقتصاد نيوليبرالي في ظل الاحتلال!
في الذكرى 31 لوثيقة إعلان
الاستقلال نؤكد في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" أننا نقف أمام حقيقة
ساطعة سطوع الشمس، إذا كانت مناورات إسرائيل طوال أكثر من ربع قرن من عمر اتفاق أوسلو
حاولت تعميتها، فإن الدماء الزكية لـ 34 شهيدا وأكثر من 100 جريح أماطت مجددا اللثام
عنها، ولا داعي لخداع الجماهير والتسويف والمماطلة في الإجابة على متطلبات المرحلة!
إن المطلوب اليوم، ونحن نعيش
أجواء الذكرى 31 لوثيقة إعلان الاستقلال، وكانت القضية الفلسطينية في ذلك التاريخ من
عام 1988 تتصدر المشهد العالمي والوحدة الوطنية الفلسطينية متجسدة بأبهى صورها في الميدان،
إن المطلوب لإعادة تلك الصورة المشرقة، هو وأد هذا الانقسام الذي أضر بشعبنا ومشروعه
الوطني-التحرري، فلا دولة في الضفة بمعزل عن غزة، ولا دولة في غزة والضفة دون القدس،
ولا أمن ولا استقرار ولا سلام ولا حل مقبول لا يؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي من
جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان الرابع من حزيران عام 1967 وتجسيد حق
شعبنا في إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة على هذه الأراضي بعاصمتها القدس
الشرقية وتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها
في نكبة عام 1984 وفقا للقرار الأممي 194.
إننا ندعو في "فدا"
واحتراما لدماء الشهداء الذين ارتقوا في موجة العدوان الإسرائيلي الأخيرة على غزة واحتراما
ووفاء للقافلة الطويلة من الشهداء الذين سالت دماؤهم على طول مسيرة الثورة الفلسطينية
المعاصرة، ندعو إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونرى في "فدا" أن
الذهاب لانتخابات عامة، تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني، يشكل مدخلا لاستعادة هذه الوحدة
وإنهاء الانقسام البغيض، وتجديد النظام السياسي الفلسطيني وتقويته. كما ندعو بالتزامن
القيادة الفلسطينية إلى تنفيذ قرارات لجنتها التنفيذية ومجلسيها الوطني والمركزي فيما
يتصل بقطع كل أشكال العلاقة مع إسرائيل، وتحديدا وقف ما يسمى (التنسيق الأمني)، ونؤكد
على أن العودة لمنطق وأسلوب المفاوضات الثنائية برعاية الوسيط الأمريكي يجب أن يكون
وراء ظهورنا، ويجب التوجه بدلا من ذلك والتمترس خلف الطب الفلسطيني بضرورة عقد
مؤتمر دولي للسلام ترعاه وتستضيفه الأمم المتحدة وحشد الدعم الدولي لذلك.
وإن الرسالة الأخرى للاتحاد
الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في هذه الذكرى هي ضرورة الامتثال للمبادئ والأسس
والمعاني التي أرستها وثيقة إعلان الاستقلال، وفي مقدمتها احترام قيم المساواة والديمقراطية
والتعددية وحرية الرأي والاعتقاد والتسامح وعدم اللجوء إلى العنف في حسم أي خلاف.
المجد والخلود للشهداء..
الشفاء العاجل للجرحى.. الحرية لأسرى الحرية
(وإننا حتما لمنتصرون)