أفاد
مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال واصلوا تحديهم
للاحتلال عبر عمليات تهريب النطف الى الخارج وانجاب الأطفال وهم خلف القضبان، ما
أطلق عليهم “سفراء الحرية” والذين ارتفع عددهم مؤخراً ليصل إلى (86) طفلاً.
الباحث
“رياض الأشقر” الناطق الإعلامي للمركز أوضح بان قضية الإنجاب من خلف القضبان عبر
تهريب النطف ظلت أملا وحلماً يراود الأسرى لسنوات طويلة، وخاصة القدامى منهم،
وأصحاب المحكوميات العالية، حيث تنقضي أعمارهم داخل السجون، ويتلاشى حلم الأبوة
رويدا رويدا مع تقدم العمر، الى ان قرروا عام 2012 خوض المغامرة.
وأضاف
“الأشقر” بأن الأسير “عمار الزبن” هو أول من خاض غمار تلك التجربة وأنجب اول مولود
عبر النطف في اغسطس من نفس العام، اطلق عليه اسم “مهند”، مما فتح الباب امام
العشرات من الأسرى لحذو حذوه، وتصاعد العدد تدريجياً الى ان وصل الى (60) اسيراً
انجبوا (86) طفلاً كان اخرهم الاسير” بهاء الحروب” من الخليل وانجب طفله اطلق
عليها “حور العين”.
وأشار
“الأشقر” الى أن الأسير” بهاء على الحروب” (35 عام) من بلدة ديرسامت جنوب غرب
محافظة الخليل، رزق بأنثى من خلال نطفة مهربة، وذلك بعد مرور 10 سنوات على اعتقاله
، حيث أنه معتقل منذ يونيو من العام 2010 ، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهو
متزوج ولديه طفله قبل الاعتقال، واستطاع ان يهرب نطفه انجب من خلالها طفلة أخرى.
وبين
“الأشقر” بأن الاحتلال عجز حتى الان على اكتشاف كافة طرق تهريب النطف من داخل
السجن، وان كان تعرف على بعض الطرق الا ان الأسرى يبدعون في اجاد بدائل لاستمرار
صراعهم مع المحتل الذى يحاول قتل روح الامل والحياة في نفوسهم.
ويعتبر
الأسرى استمرار عمليات تهريب النطف والانجاب من داخل عتمات السجون رغم الإجراءات
والعقوبات ضدهم يشكل انتصاراً معنوياً ويعبر عن ارادة فولاذية يتمتعون بها وامل في
الحياة لا ينقطع أو يتراجع، وتجاوز لكل القضبان والحدود رغم قسوة السجان وظروفه
القهرية والسنوات الطويلة التي مضت من أعمارهم محرومين من حريتهم.