Adbox

حديث القدس/ لم يتبق على قرار الاحتلال الاسرائيلي بضم الاغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات، سوى يومان، وسواء تم تنفيذه كليا او جزئيا، او جرى تأجيله لمرحلة لاحقة بسبب التضامن الدولي معنا. وضد سياسة الاحتلال. فاننا نواجه مرحلة خطيرة، على شعبنا وقضيته الوطنية، والتي قدم شعبنا على مذبحها الكثير من التضحيات الجسام على امل تحقيق حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف.
وقد حقق شعبنا خلال مسيرته النضالية الكثير من المنجزات الوطنية كاعتراف العالم قاطبة بشعبنا وقضيتنا وبممثلنا الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، غير ان الظروف والاوضاع المجانبة التي نمر بها حاليا وفي مقدمتها الانقسام الاسود والبغيض وتكالب الاحتلال وداعمته الرئيسة وحليفته المعادية لنا ولقضيتنا الولايات المتحدة الاميركية، وانشغال معظم الدول العربية باوضاعها وحروبها الداخلية، جعلت هذه المنجزات في موضع الخطر الداهم، وشمتت الاعداء بنا وجعلهم يصعدون من مؤامراتهم التصفوية ضد قضيتنا ومنجزاتنا الوطنية على مدار عدة عقود من الزمن.
وامام هذا الواقع المرير والخطر الداهم، فلا بد من وحدة الصف من خلال انهاء هذا الانقسام البغيض، لكي نستطيع مواجهة جميع المؤامرات والتحديات وننتصر عليها، كما انتصرت العديد من شعوب العالم على مستعمريها، بما فيهم الجزائر الشقيق الذي حقق الانتصار على المستعمر الفرنسي بعد استعمار استمر ١٣٠ عاما من محاولات جعله جزءا من فرنسا وجلب مستعمرين فرنسيين للاستعمار بداخله.
وشعبنا اذا ما توحد فانه قادر على تحقيق المعجزات خاصة وانه من خلال وحدته في اطار منظمة التحرير حقق المنجزات السابقة وفرض على الاحتلال الاعتراف به كشعب بعد ان كان يدعي بعدم وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني وغيرها من الادعاءات الكاذبة والتي استهدفت خداع المغفلين في العالم.
وقد احسنت حركة فتح صنعا بترحيبها بدعوة حركة حماس للوحدة في مواجهة مخططات تصفية قضيتنا الوطنية، وتأكيدها على انه بدون الوحدة الوطنية لا يمكن التصدي للمشروع الصهيوني ودحره، ولا يمكن التصدي لصفقة القرن ومخطط الضم وكنس الاحتلال عن ارضنا وعن شعبنا.
فهل تلتقط حركة حماس وبقية الفصائل الاخرى هذا الترحيب الفتحاوي، ويعمل الجميع على تناسي الخلافات التي هي حزبية وشخصية اكثر منها على مواقف وطنية، خاصة وان الكل يرفض صفقة القرن المشؤومة والضم والتوسع والتهويد؟
فوحدة الصف هي الاساس والركيزة الاساسية للانتصار والسير بالقضية نحو بر الامان. فالعالم الذي يقف معنا ويناصرنا ينتظر من طرفي الانقسام ومن جميع القوى والفصائل تحقيق هذه الوحدة، ليس فقط وحدة الميدان الموجودة في اكثر من موقع بل ايضا على صعيد سياسي.
كما ان شعبنا الذي يستعد هذه الايام للتصدي لمخططات الضم وسواها اصبح تواقا اكثر من اي وقت مضى لهذه الوحدة التي تعيد له قوته وتحافظ على منجزاته الوطنية، والعمل على تحقيق المزيد من هذه المنجزات على طريق كنس الاحتلال وتحقيق كامل اهدافه الوطنية، فهل من مجيب؟ خاصة وان التاريخ لن يرحم احدا.
أحدث أقدم