أطلق
مستوطنون، أمس، اسم "نوف جلعاد" على بؤرة استيطانية، في وقت واصل فيه
آخرون من حركة "بلادنا" الاستيطانية تسييج مساحات واسعة من الأراضي في
الأغوار الشمالية.
وقال
الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن اسم "نوف جلعاد" يعود لأول مستوطن شرع
بإقامة البؤرة الاستيطانية على أراضي السويدة في الأغوار الشمالية قبل نحو ثلاث
سنوات.
وحذر
دراغمة، من أن تلك البؤرة تهدد بإغلاق أكثر من 50 ألف دونما من الأراضي التي كانت
تصنفها ما تسمى بسلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية على أنها محميات طبيعية، ومنعت
لسنوات طويلة أصحاب الأرض الشرعيين من مجرد الوصول إليها رغم أنهم كانوا
يستخدمونها كمراعي طبيعية منذ القدم.
وأضاف،
إن سلطات الاحتلال بدأت بمنح تلك الأراضي التابعة لخربتي المزوقح والسويدة
للمستوطنين على أرض الواقع، فأقاموا عليها بؤرتين استيطانيتين خلال السنوات الثلاث
الأخيرة، وأخذوا يستبيحون الأراضي ويضيقون الخناق على أصحاب الأرض الشرعيين،
ويطاردون رعاة المواشي.
ولفت،
إلى أن تلك الأراضي التي يواصل مستوطنون من حركة "بلادنا" الاستيطانية
تسييجها أصبحت مسرحا للمستوطنين ومعسكرات تدريبات جيش الاحتلال ومحرمة على
أصحابها، وسط مخاوف من إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية عليها.
وأشار
دراغمة، إلى أن البؤرة الاستيطانية التي أقيمت على أراضي السويدة، في بداية كانون
الثاني 2017، بدأت بإقدام أحد المستوطنين على جلب قطيع من الأبقار وبناء حظيرة
ومباني زراعية بمساعدة مجموعة من المستوطنين من خارج الأغوار تم تزويدهم في نيسان
من ذات العام بأنبوب مياه يصل من المعسكر إلى البؤرة المقامة على أرض كان جيش
الاحتلال أعلنها "منطقة إطلاق نار"، وتتمدد في كل يوم لتلتهم المزيد من
الأراضي وتحيطها آلاف الدونمات من المراعي التابعة لخربة سمرة وخلة مكحول.
وأكد،
أن تأثير البؤر الاستيطانية يتجاوز بكثير مساحة البناء فيها، حيث يبذل المستوطنون
هناك جهودا كبيرة في سبيل منع وصول الرعاة الفلسطينيين إلى أراضيهم، ولأجل ذلك
يخرج أولئك في دوريات ترهيب وهم يعتلون الخيول والتراكتورات الصغيرة مسلحين بالعصي
والبنادق ليطردوا رعاة الأغنام الفلسطينيين، مشيرا، إلى أنه وثق مستوطنين يندفعون
مقتحمين قطعان الأغنام لأجل تشتيتها ويدهسون المواشي ويرشقونها بالحجارة ويعتدون
جسديا على الرعاة أنفسهم أو يهددونهم.
وأضاف:
"حين ينجح المستوطنون في إبعاد الرعاة الفلسطينيين عن المراعي الفلسطينية
يأخذون في جلب قطعان الأغنام والأبقار خاصتهم لترعى هناك، وبذلك هم يستغلون
المراعي لاحتياجاتهم هم ويمسون بقدرة القطعان الفلسطينية على الرعي".
وشدد،
على أن إقامة البؤر الاستيطانية والعنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين
كلاهما يجري برعاية دولة الاحتلال فهو لا يأتي من فراغ، وهذه البؤر جزء لا يتجزأ
من سياسة تتبعها إسرائيل في الأغوار منذ العام 1967 مستخدمة العديد من الوسائل
الرسمية وغير الرسمية بهدف تقليص الوجود الفلسطيني في الأغوار وتعميق السيطرة
الإسرائيلية على تلك المنطقة.