Adbox

 بقلم: تسفي برئيل

ترجمة الأيام - هآرتس/ «طلب رئيس الأركان، أفيف كوخافي، من قادة كبار في قيادة المنطقة الوسطى العمل على تقليص حالات قتل الفلسطينيين في الضفة الغربية»، هذا ما كتبه هنا، أول من أمس، ينيف كوفوفيتش. ويبدو أنه لن يكون هناك نفي صارخ اكثر من الأقوال التي كتبها جدعون ليفي عن كوخافي، التي تقول إن «قائدا عسكريا لا يوجد له ما يقوله عن هذا القتل الممنهج يساهم في إفساد الجيش بصورة اكبر».

ها هو لدينا رئيس أركان يصغي لنبض قلب الشعب، ويفهم أن أعمال القتل التي تنفذ باسمه في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تنزلق جيداً في حناجر الجمهور، حتى لو كانت هناك أقلية صغيرة منه تتنصل بشكل كامل من وقف الجريمة، و»تريد ممن لهم رتب عالية فتح عيونهم على هذا الهيجان».

من غير المهم إذا كان كوخافي يتأثر بما يكتب في وسائل الإعلام أو الانتقاد الذي أسمعوه في المستوى السياسي وجهاز الأمن على سلوك قائد المنطقة الوسطى، تامير يدعي، الذي بحسبه عمل قادة كبار في قيادة المنطقة الوسطى بصورة يمكن أن تشعل الضفة. والسؤال المهم هو كيف ينفذون طلب كوخافي على الأرض؟ كم هو عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين يسمح بقتلهم قبل أن يشعل القتل المنطقة؟ هل سيتم تحديد نصيب شهري أو سنوي للقتل الذي يجب عدم الانحراف عنه، لكل كتيبة أو فصيل؟

اصبح من الممكن سماع صرخات التذمر لرئيس المستوطنين على أن رئيس الأركان لا يسمح للجيش الإسرائيلي بالانتصار، ويعرض الجنود للخطر، ويعطي يدا حرة للإرهابيين. هؤلاء يمكنهم نزع القلق من رؤوسهم. طلب كوخافي فقط خفض اللهب لا إطفاءه. هذا الطلب موجه لضباط الجيش وليس للجنود. المستوطنون غير خاضعين له. وسلاحهم، ضمن ذلك سلاح الجنود الذين يستخدمونه بين حين وآخر، متحرر من هذه القيود.

من الغريب بشكل خاص طلب كوخافي إشراك المزيد من الضباط الكبار في النشاطات الميدانية والتأكد من أن قرارات أكثر سيتم اتخاذها في المستويات العليا. هنا توجد معضلة، وهي من هم الضباط الكبار الذين سيتم إلقاء هذه المسؤولية عليهم؟ في عملية «الجرف الصامد» وبصفته قائد لواء جفعاتي، أوضح العقيد عوفر فنتر (الآن هو عميد) للجنود بأن «التاريخ اختارنا لنكون في طليعة محاربة إرهاب العدو الغزي، الذي يفضح ويشتم آلهة معارك إسرائيل». الآن فنتر هو قائد قوة النيران الخاضعة لقيادة المنطقة الوسطى التي يترأسها الجنرال يدعي، وهو الضابط الأعلى المسؤول عن إطلاق النار القاتل. هل تغيرت «روح القائد» فنتر منذ ذلك الحين؟ ولماذا ستتغير إذا كان وزير الدفاع، بني غانتس، نفسه قد وضع على صدره ميدالية القتل الجماعي الذي كان مسؤولا عنه في تلك العملية؟

في هذا الشهر تبين أن هذه الروح نبضت أيضا في العمليات التالية. في عملية «حارس الأسوار» قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، وفي عملية من عمليات القصف أصاب مباني غير دائمة في بيت لاهيا. في الإطلاق قتل ستة أشخاص، منهم طفل عمره تسعة اشهر وفتاة ابنة 17 وثلاث نساء ورجل. اهتم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الحادثة، ويمكن أن يدل الرد المبتذل على عمق الاستخفاف. استخلص الجيش الإسرائيلي الدروس واستوعبها في الوحدة، هذا ما قاله بتلعثم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. لم يفقد أي ضابط رفيع وظيفته. هل فقط في هذه الوحدة تم تعلم الدروس أم أن الرسالة انتقلت الى وحدات اخرى، لا سيما كبار القادة في قيادة المنطقة الوسطى؟ هل هم رجال الإطفاء الذين سيشرفون من الآن على «ارتفاع اللهب»؟ ومن الذي غذّى هذا اللهب حتى الآن؟

منذ أيار قتل في الضفة 40 فلسطينيا تقريبا. والآن فقط ما ينقصنا هو أن يعرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي برضى هذه المعطيات كدليل على «استيعاب الدروس». وبدون ذلك يمكنه الادعاء أنه قد قتل 80 فلسطينيا وربما 100. الآن لا يوجد لدينا فقط روح القائد المرتبطة بشخصية وقيم قائد الجيش أو قائد المنطقة، بل الآن يمكن تمييز طبيعة ثقافة الاحتلال التي لا تتغير بناء على أمر. هذا بالفعل أصبح إرثاً.

أحدث أقدم