Adbox

 

أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بيانًا في الذكرى 19 لرحيل شاعرة فلسطين فدوى طوقان، وجاء في البيان الصادر عن الأمانة العامة:

" سنوات لا تعدها أنسام نابلس وياسمينها في حارة الميلاد، بل تخبزها أرغفة للحنين المخبأ في أزقة الكلام، وتنثرها اللغة كالأرز على بلاط النوافير، يوم خروج الروح من الرحم كان الضوء يوزع النور قسمة عادلة على أهل المطارح، إلى يوم أن خرجت الروح إلى عليائها الأبدي تراجع الضوء عن ثرثرته المنيرة، لتحزن أغصان الزمان وهي مصلوبة على جدران التردد، ففدوى طوقان لم تكن امرأة عادية في حارة فلسطين الكبرى، بل كانت أيقونة لها صفات لا صفة محاصرة بالارتباك، فدوى طوقان كانت زيتونة الوطن المشع زيتها في محابر التحدي، وأوراقها قصائدٌ للفدائيين، والبواسل الأسرى، وأغاني للرضع الذين سيحملون يومًا لواء المواجهة الحاسمة من أجل الخلاص.

فدوى الشاعرة هي ذاتها فدوى المناضلة، صوت المرأة الماجدة، أم الشعر الفلسطيني نعم، وهي أم تمام، ودنانير، والمطوقة، ومن أسمائها العليا فدوى التي تطرزت خيوط ثوبها على شعاع الشمس المسرب من كوة العتمات المتلاحقة، لتشع بعد حريتها شموس في سماء واحدة اسمها فلسطين المبدعة، لا وجه آخر للكلمة عندها غير جهة التحرر، فكانت الأخت والرفيقة والصديقة و الزميلة الشاعرة، التي عوضت بشعرها، حرمان الكثيرين، وكانت صوتهم المجلجل، و أمنياتهم الطائرة، ولغتهم الصامدة في وجه كل عاصفة.

فدوى طوقان اسم كبير عصي على الطي والنسيان لأجيال وأجيال كثيرة قادمة، وإننا في الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، نكرر اسمها على مدار الوقت في كل ما أوتينا من فعل، لأنها تستحق الخلود، وهي نبعٌ من الإلهام، و صراط للمرأة المبدعة، وقدوة شامخة لكل مناضلة، وأن تكون فدوى طوقان ابنة البيت المبدع، فهذا يعني أن يبقى الشعر الجندي والفارس الهمام في ميادين الرماية والمواجهة، صدره للأمام، وإصبعه على الزناد، وقلبه بيت النار، والشعر يكون عاشقًا لا ريب، وأن يكون معلمًا، وداعيًا للخير والعطاء، وموصيًا رغم الجراح والعزلة القسرية، فهو نعّمَ الشعر إذاً، وفدوى التي انتصرت على حصار روحها بإضطهاد الاحتلال باقية في آثارها المبدعة مقاتلة من طراز نادر، ولا ضير في أن تكون فدوى هي الجامعة الأمينة لنساء فلسطين، عندما تكون فلسطين الغاية والرجاء.

رحم الله فدوى طوقان، ابنة القضية و سيدة الكلمة المبدعة.

أحدث أقدم